امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
كما ينبغي الإشارة إلى أنّ الأمربالإعراض عمّن تولّى عن ذكر اللّه، ليسمختصّا بالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّمبل هو شامل لجميع الدعاة في طريق الحقّ،ليصرفوا طاقاتهم الكريمة في ما يحتملتأثيرها فيه، أمّا عبدة الدنيا و موتىالقلوب الذين لا أمل في هدايتهم فينبغي-بعد إتمام الحجّة عليهم- الإعراض عنهمليحكم اللّه حكمه فيهم!.و في آخر آية من الآيات محلّ البحث يثبتالقرآن انحطاط أفكار هذه الفئة فيقولمضيفا: ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَالْعِلْمِ.أجل، إنّ أوج أفكارهم منته إلى هذا الحدّو هو اسطورتهم أنّ الملائكة بنات اللّه!!- وخبطهم في الخرافات .. و هذه آخر نقطة تبلغإليه همّتهم، إذ نسوا اللّه و أقبلوا علىالدنيا و استعاضوا عن جميع شرفهم و وجودهمبالدينار و الدرهم! و هذه الجملة ذلِكَمَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ يمكن أنتكون إشارة إلى خرافاتهم كعبادة الأصنام وجعلهم الملائكة بنات اللّه: أي أنّ منتهىعلمهم هو هذه الأوهام!.أو أنّها إشارة إلى حبّ الدنيا و الأسر فيقبضة الماديات، أي أن؟ منتهى إدراكهم هوقناعتهم بالأكل و الشرب و النوم و المتاعالفاني في هذه الدنيا و زبرجها و زخرفهاإلخ.و قد جاء في الدعاء المعروف في أعمالشعبان المنقولعن رسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسلّمأنّه قال: «و لا تجعل الدنيا أكبر همّنا ولا مبلغ علمنا» «1».و تختتم الآية بالقول: إِنَّ رَبَّكَ هُوَأَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدى ختامالآية يشير إلى هذه الحقيقة، و هي أنّاللّه يعرف الضالّين جيّدا كما يعرفالمهتدين أيضا، فيصبّ غضبه على الضالّين ويسبغ لطفه على المهتدين، و يجازي كلّابعمله يوم القيامة.