امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
و القرائن الموجودة في هذه الآية تشهد علىهذا المعنى أيضا .. إذ قد تصدر من الإنسانبعض الذنوب، ثمّ يلتفت إليها فيتوب منها،لأنّ استثناء اللمم من الكبائر (معالالتفات إلى أنّ ظاهر الاستثناء كونهاستثناء متّصلا) يشهد على هذا المعنى.أضف إلى ذلك فإنّ الجملة التالية بعدالآية في القرآن تقول: إِنَّ رَبَّكَواسِعُ الْمَغْفِرَةِ!.و هذا يدلّ على أنّ ذنبا صدر من الإنسان وهو بحاجة إلى غفران اللّه، لا أنّه قصدالاقتراب منه و نواه دون أن يرتكبه.و على كلّ فالمراد من الآية أنّ الذينأحسنوا من الممكن أن ينزلقوا في منزلق مافيذنبوا، إلّا أنّ الذنب على خلاف سجيّتهمو طبعهم و قلوبهم الطاهرة- و إنّما تقعالذنوب عرضا، و لذلك فما أن يصدر منهمالذنب إلّا ندموا و تذكّروا و طلبواالمغفرة من اللّه سبحانه كما نقرأ فيالآية (201) من سورة الأعراف إذ تشير إلى هذاالمعنى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذامَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِتَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ.و نظير هذا المعنى في الآية (135) من سورة آلعمران إذ تقول في وصف المحسنين و المتّقين:وَ الَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةًأَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوااللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ!فكلّ هذا شاهد على ما جاء من تفسير«اللّمم».و نختتم بحثنا هنا بحديث للإمام الصادقعليه السّلام إذ أجاب على سؤال حول تفسيرالآية- محلّ البحث-فقال: «اللمام العبد الذي يلمّ بالذنب بعدالذنب ليس من سليقته أي من طبيعته» «1».