امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
عالم جديد عليه مليء بالأسرار، خاصّةأنّ الإنسان- لحظة الموت- يكون عنده إدراكجديد و بصر حديد- فهو يلاحظ عدم استقرارهذا العالم بعينيه و يرى الحوادث التي بعدالموت، و هنا تتملّكه حالة الرعب والاستيحاش من قرنه إلى قدمه فتراه سكرا وليس بسكر «1».حتّى الأنبياء و أولياء اللّه الذينيواجهون حالة النزع و الموت باطمئنان كاملينالهم من شدائد هذه الحالة نصيب، ويصابون ببعض العقبات في حالة الانتقال،كما قد ورد في حالات انتقال روح النّبيالأكرم صلّى الله عليه وسلّم إلى بارئهاعند اللحظات الأخيرة من عمره الشريفالمبارك أنّه كان يدخل يده في إناء فيه ماءو يضعها على وجهه و يقول: لا إِلهَ إِلَّااللَّهُ ثمّ يقول: إن للموت سكرات «2».و للإمام علي كلام بليغ يرسم لحظة الموت وسكراتها بعبارات حيّة بليغة إذ
يقول: «اجتمعت عليهم سكرت الموت و حسرتالفوت ففترت لها أطرافهم و تغيّرت لهاألوانهم ثمّ إزداد الموت فيهم و لوجا فحيلبين أحدهم و منطقه و انّه لبيّن أهله ينظرببصره و يسمع باذنه على صحّة من عقله وبقاء من لبّه يفكّر فيم أفنى عمره؟ و فيمأذهب دهره؟ و يتذكّر أموالا جمعها أغمض فيمطالبها و أخذها من مصرحاتها و مشتبهاتهاقد لزمته تبعات جمعها و أشرف على فراقهاتبقى لمن وراءه ينعمون فيها و يتمتّعونبها» «3».كما أنّ هذا المعلّم الكبير ينذر في مكانآخر البشرية فيقول:«إنّكم لو عاينتم ما قد عاين من مات منكملجزعتم و وهلتم و سمعتم و أطعتم و لكنمحجوب عنكم ما قد عاينوا و قريب ما يطرحالحجاب» «4».