امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
ثمّ يضيف القرآن في ذيل الآية قائلا:ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ «1» أجلإنّ الموت حقيقة يهرب منها أغلب الناسلأنّهم يحسبونه فناء لا نافذة إلى عالمالبقاء، أو أنّهم لعلائقهم و ارتباطاتهمالشديدة بالدنيا و المواهب المادية التيلهم فيها لا يستطيعون أن يصرفوا قلوبهمعنها، أو لسواد صحيفة أعمالهم.أيّا كان فهم منه يهربون .. و لكن ما ينفعهمو مصيرهم المحتوم في انتظار الجميع و لامفرّ لأحد منه، و لا بدّ أن ينزلوا إلىحفرة الموت و يقال لهم هذا ما كنتم منهتفرّون!!.و قائل هذا الكلام ربّما هو اللّه أوالملائكة أو الضمائر اليقظة أو الجميع!.و القرآن بيّن هذه الحقيقة في آيات أخركما هو في الآية (78) من سورة النساء إذ يقول:أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُالْمَوْتُ وَ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍمُشَيَّدَةٍ!.و قد ينسى الإنسان المغرور جميع الحقائقالتي يراها بامّ عينيه على أثر حبّ الدنياو حبّ الذات حتّى يبلغ درجة يقسم فيها أنّهخالد كما يقول القرآن في هذا الصدد: أَ وَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُما لَكُمْ مِنْ زَوالٍ.و لكن سواء أقسم أم لم يقسم، و صدّق أم لميصدّق فإنّ الموت حقيقة تحدق بالجميع وتحيق بهم و لا مفرّ لهم منها.ثمّ يتحدّث القرآن عن النفخ في الصورفيقول: وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ ذلِكَيَوْمُ الْوَعِيدِ.و المراد من «النفخ في الصور» هنا هوالنفخة الثانية، لأنّه كما نوّهنا آنفافإنّ الصور ينفخ فيه مرّتين: فالنفخةالاولى تدعى بنفخة الفزع أو الصعق و هيالتي تكون في نهاية الدنيا و يموت عندسماعها جميع الخلق و يتلاشى نظام العالمالدنيوي، و النفخة الثانية هي نفخة«القيام و الجمع و الحضور» و تكون في بداية