امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
و قال بعضهم: «السائق» الملك الذي يسوقكلّ إنسان و «الشهيد» عمل الإنسان.كما قيل أنّ «السائق» ملك و «الشهيد»أعضاء جسم الإنسان أو صحيفة أعماله أوالكتاب الذي في عنقه.و يحتمل أنّ السائق و الشهيد ملك واحد، وعطف اللفظين بعضهما على الآخر هو لاختلافالوصفين، أي أنّ مع الإنسان ملكا يسوقهإلى محكمة عدل اللّه و يشهد عليه أيضا.إلّا أنّ أغلب هذه التفاسير مخالف لظاهرالآية، و ظاهر الآية كما فهم منه أغلبالمفسّرين أنّ ملكين يأتيان مع كلّ إنسان،فواحد يسوقه و الآخر يشهد على أعماله.و من الواضح أنّ شهادة بعض الملائكة لاتنفي وجود شهادة اخرى لبعض الشهود في يومالقيامة، الشهود الذين هم من قبيلالأنبياء و أعضاء البدن، و صحائف الأعمالو الزمان و المكان الذين وقع عمل الإنسانفيهما أو أثم فيهما.و على كلّ حال فالملك الأوّل يمنع الإنسانعن الفرار، و الملك الثاني يمنع عنالإنكار، و هكذا فإنّ كلّ إنسان في ذلكاليوم مبتلى بأعماله و لا مفرّ له من جزاءأعماله أبدا.و هنا يخاطب المجرمون أو جميع الناس (فردافردا) فيقال: لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍمِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَفَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ.أجل، إنّ أستار عالم المادّة من الآمال والعلاقة بالدنيا و الأولاد و المرأة والأنانية و الغرور و العصبية و الجهل والعناد و حبّ الذات لم تكن تسمح أن تنظرإلى هذا اليوم مع وضوح دلائل المعاد والنشور، فهذا اليوم ينفض عنك غبار الغفلة،و تماط عنك حجب الجهل و التعصّب و اللجاجة،و تنشقّ أستار الشهوات و الآمال، و ما كانمستورا وراء حجاب الغيب يبدو ظاهرا اليوم،لأنّ هذا اليوم يوم البروز