امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17

This is a Digital Library

With over 100,000 free electronic resource in Persian, Arabic and English

امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل - جلد 17

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

قالُوا.

ثمّ يضيف تعالى أنّ نوح عند ما يئس منهداية قومه تماما: فَدَعا رَبَّهُ أَنِّيمَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ «1».

و الغلبة المذكورة في الآية الكريمة لمتكن غلبة في الحجّة و الدليل أو البرهانعلى عدم صحّة الدعوة، و إنّما كانت تتجسّدبالظلم و الجناية و التكذيب و الإنكار وأنواع الزجر و الضغوط ... و لهذا فإنّ هؤلاءالقوم لا يستحقّون البقاء، فانتقم لنامنهم و انصرنا عليهم.

نعم، فهذا النّبي العظيم كان يطلب مناللّه المغفرة لقومه ما دام يأمل فيهدايتهم و صلاحهم، و لكن عند ما يئس منهمغضب عليهم و لعنهم و دعا ربّه أنّ ينتقممنهم.

ثمّ يشير هنا إشارة معبّرة و قويّة فيكيفية العذاب الذي ابتلوا به وصبّ عليهمحيث يقول سبحانه: فَفَتَحْنا أَبْوابَالسَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ.

إنّ تعبير انفتاح أبواب السماء لتعبيررائع جدّا، و يستعمل عادة عند هطولالأمطار الغزيرة.

(منهمر) من مادّة (همر) على وزن (صبر) و تعنيالنّزول الشديد للدموع أو الماء، و يستعملهذا التعبير أيضا عند ما يستدر الحليب منالضرع حتّى النهاية.

و العجيب هنا أنّه ورد في أقوال المفسّرينأنّ قوم نوح كانوا قد أصيبوا بالجدب لعدّةسنوات قد خلت، و كانوا يرتقبون بتلهّفسقوط المطر عليهم، و فجأة ينزل المطر و لكنلا ليحيي أرضهم و يزيد خيرهم بل ما حقا ومميتا لهم «2».

و يذكر أنّ الماء الذي أدّى إلى الطوفانلم يكن من هطول الأمطار فقط، بل‏

1- (انتصر): طلب العون كما في الآية (41) سورةالشورى، و هنا جاءت بمعنى طلب الانتقامعلى أساس العدل و الحكمة كما فسّرها البعضفي التقدير (انتصر لي).

2- روح المعاني هامش الآية مورد البحث.

/ 500