امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
قالُوا.ثمّ يضيف تعالى أنّ نوح عند ما يئس منهداية قومه تماما: فَدَعا رَبَّهُ أَنِّيمَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ «1».و الغلبة المذكورة في الآية الكريمة لمتكن غلبة في الحجّة و الدليل أو البرهانعلى عدم صحّة الدعوة، و إنّما كانت تتجسّدبالظلم و الجناية و التكذيب و الإنكار وأنواع الزجر و الضغوط ... و لهذا فإنّ هؤلاءالقوم لا يستحقّون البقاء، فانتقم لنامنهم و انصرنا عليهم.نعم، فهذا النّبي العظيم كان يطلب مناللّه المغفرة لقومه ما دام يأمل فيهدايتهم و صلاحهم، و لكن عند ما يئس منهمغضب عليهم و لعنهم و دعا ربّه أنّ ينتقممنهم.ثمّ يشير هنا إشارة معبّرة و قويّة فيكيفية العذاب الذي ابتلوا به وصبّ عليهمحيث يقول سبحانه: فَفَتَحْنا أَبْوابَالسَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ.إنّ تعبير انفتاح أبواب السماء لتعبيررائع جدّا، و يستعمل عادة عند هطولالأمطار الغزيرة.(منهمر) من مادّة (همر) على وزن (صبر) و تعنيالنّزول الشديد للدموع أو الماء، و يستعملهذا التعبير أيضا عند ما يستدر الحليب منالضرع حتّى النهاية.و العجيب هنا أنّه ورد في أقوال المفسّرينأنّ قوم نوح كانوا قد أصيبوا بالجدب لعدّةسنوات قد خلت، و كانوا يرتقبون بتلهّفسقوط المطر عليهم، و فجأة ينزل المطر و لكنلا ليحيي أرضهم و يزيد خيرهم بل ما حقا ومميتا لهم «2».و يذكر أنّ الماء الذي أدّى إلى الطوفانلم يكن من هطول الأمطار فقط، بل