امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
نعم إنّ نوح عليه السّلام كسائر الأنبياءالإلهيين يعتبر نعمة إلهيّة عظيمة و موهبةمن مواهبه الكبيرة على البشرية، إلّا أنّقومه الحمقى كفروا به و برسالته «1».ثمّ يقول سبحانه و كنتيجة لهذه القصّةالعظيمة موضع العظّة و الإعتبار: وَلَقَدْ تَرَكْناها آيَةً فَهَلْ مِنْمُدَّكِرٍ.و الحقيقة أنّ كلّ ما كان يستحقّ الذكر فيهذه القصّة قد قيل، و كلّما ينبغي للإنسانالواعي المتّعظ أن يدركه فهو موجود.و استنادا إلى هذا التّفسير المنسجم معالآيات السابقة و اللاحقة، فإنّ الضمير في(تركناها) يرجع إلى قصّة الطوفان و ماضينوح عليه السّلام و مخالفيه. و لكن البعضيرى أنّ المراد هو (سفينة نوح) لأنّها بقيتمدّة من الزمن شاخصة لأنظار العالم، وكلّما يراها أحد تتجسّد أمامه قصّةالطوفان الذي حلّ بقوم نوح عليه السّلام،و مع علمنا بأنّ بقايا سفينة نوح عليهالسّلام كانت حتّى عصر الرّسول صلّى اللهعليه وآله وسلّم كما أنّ البعض منالمعاصرين ادّعى رؤية بقاياها في جبال(آرارات) في القفقاز، عندئذ يمكن أن يكونالمعنيان مقصودين في الآية الكريمة.و لهذا فإنّ قصّة نوح عليه السّلام كانتآية للعالمين، و كذا سفينته التي بقيتردحا من الزمن بين الناس «2».و في الآية اللاحقة يطرح اللّه سبحانهسؤالا معبّرا و مهدّدا للكافرين الذيناتّبعوا نفس المنهج الذي كان عليه قوم نوححيث يقول سبحانه: فَكَيْفَ كانَ عَذابِيوَ نُذُرِ.هل هذه حقيقة واقعة، أم قصّة و اسطورة؟