امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
مورد البحث.ثمّ يستعرض سبحانه وصف الريح بقوله:تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجازُنَخْلٍ مُنْقَعِرٍ.«منقعر» من مادّة (قعر) بمعنى أسفل الشيءأو نهايته، و لذا يستعمل هذا المصطلحبمعنى قلع الشيء من أساسه.كما يحتمل أن يكون المقصود من هذا التعبيرأنّ ضخامة الهياكل و قوّة الأبدان التيكان عليها قوم عاد لم تغنهم من فتك الريحبهم و هلاكهم حيث ذهب بعض المفسّرين إلىأنّ قوم عاد حاولوا التخلّص من العذابالذي باغتهم و ذلك بأن التجأوا إلى حفرعميقة و ملاجئ تحت الأرض لحفظ أنفسهم، ولكن دون جدوى حيث أنّ الريح كانت من القوّةبحيث قلعتهم من أعماق تلك الحفر و قذفت بهممن جهة إلى اخرى، حتّى قيل أنّها كانتتدحرجهم و تجعل أعلى كلّ منهم أسفله و تفصلرؤوسهم عن أجسادهم.«أعجاز» جمع (عجز)- على وزن (رجل)- بمعنى خلفأو تحت، و قد شبّهوا بالقسم الأسفل منالنخلة و ذلك حسبما يقول البعض لأنّ شدّةالريح قطّعت أيديهم و رؤوسهم و دفعتهاباتّجاهها، و بقيت أجسادهم المقطّعةالرؤوس و الأطراف كالنخيل المقطّعةالرؤوس، ثمّ قلعت أجسادهم من الأرض و كانتالريح تتقاذفها.و للسبب المذكور أعلاه، يكرّر اللّهسبحانه و تعالى إنذاره للكفّار بقوله:فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَ نُذُرِ.فنحن كذلك فعلنا و جازينا الأقوامالسالفة التي سلكت سبيل الغي و الطغيان والعصيان، فعليكم أن تتفكّروا في مصيركم وأنتم تسلكون نفس الطريق الذي سلكوه!! و فينهاية القصّة يؤكّد قوله سبحانه: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَلِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ فهلهنالك من آذان صاغية و قلوب واعية لهذاالنداء الإلهي و الإنذار