امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
أن يكون المراد بها بعد ذكرها بصيغة الجمعهو الإنذارات المتعاقبة من النّبي لوطعليه السّلام لقومه، و التي كذّب بهاأجمع، كما يمكن أن يكون المقصود منها هوإشارة إلى إنذار لوط عليه السّلام والأنبياء الذين سبقوه في الدعوة إلىاللّه، ذلك أنّ جميع الأنبياء يسعون منأجل تثبيت حقيقة أساسية واحدة و هيالعبودية للّه.و تستعرض الآيات التالية بجمل قصيرةمشاهد من العذاب الذي نزل بقوم لوط و كيفيةنجاة عائلته حيث يقول سبحانه: إِنَّاأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً.و «حاصب» تعني الريح الشديدة التي تأتيبالحجارة و الحصباء، و الحصباء هي الحصى،و يكون المقصود: إنّا أمطرناهم بالحجارة والحصباء حتّى علت أجسادهم و دفنوا تحتها،إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْبِسَحَرٍ.و تتحدّث الآيات القرآنية الاخرى عن هولالعذاب الذي حلّ بقوم لوط حيث الزلازلالتي قلبت مدنهم فأصبح عاليها سافلها، وبذلك أصيبت بكارثة الدمار الماحق ... وتتحدّث عن مطر الحجارة و الحصى الذي نزلعليهم بشدّة، فيقول سبحانه في ذلك:فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْناعالِيَها سافِلَها وَ أَمْطَرْناعَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍمَنْضُودٍ. «1»و يثار السؤال التالي و هو: هل أنّ العذابالذي نزّل بقوم لوط كان على نوعين: الأوّل:العاصفة التي حملت الحجارة و حصى الصحراءو قذفتهم بها.و الثاني: الأحجار السماوية من السجّيلالمنضود. أو أنّهما كانا نوعا واحدا؟ حيثالعواصف العظيمة المحمّلة بالحصى والحجارة المأخوذة من الصحراء ترفعهالعواصف العاتية نحو السماء ليعود مرّةاخرى إلى الأرض بعد انخفاض العواصفباتّجاهها.و لذا فليس من المستبعد أن تأخذ العاصفةقسما من الحصى و الحجارة