امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
(تماروا) من (تمارى) بمعنى محادثة طرفينلإيجاد الشكّ و إلقاء الشبهة مقابل الحقّ،فهؤلاء سعوا بطرق مختلفة إلى إلقاء الشكوكو الشبهات بين الناس لإبطال تأثير إنذاراتهذا النّبي العظيم «لوط» عليه السّلام.و لم يكتف هؤلاء المعاندون بإلقاءالشبهات العقائدية بين الناس، بل بلغت بهمالوقاحة و الصلف و عدم الحياء حدّا أنّهمتجرّؤوا على ملائكة الرحمن و ضيوف النّبيالكريم المأمورين بعذاب هؤلاء القومحينما دخلوا بيت لوط عليه السّلام بصورةشباب و سيمين، حيث يقول سبحانه: وَ لَقَدْراوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ أي أنّهم طلبوامنه أن يضع ضيوفه تحت تصرّفهم.لقد بلغ الألم الذي اعترى «لوطا» عليهالسّلام حدّا لا يطاق نتيجة هذا التصرّفالقبيح و المخجل لقومه، و طلب بإصرار أنيكفّوا عن هذا السلوك المشين المخجلالبعيد عن الشرف و الحياء. بل و أدبىاستعداده عليه السّلام لتزويج بناته لهم-إن أعلنوا توبتهم- و هذه أعلى حالاتالمظلومية التي يتعرّض لها هذا النّبيالكريم من قبل قوم عديمي الحياء و الإيمانو القيم الخيرة، كما في قوله سبحانه: قالَهؤُلاءِ بَناتِي إِنْ كُنْتُمْفاعِلِينَ. «1»و لم يمض وقت طويل حتّى واجهت هذه الفئةالمجرمة الباغية الجزاء الأوّلي لعملهمالإجرامي حيث يقول في ذلك سبحانه:فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُواعَذابِي وَ نُذُرِ.إنّ يد القدرة الإلهيّة امتدّت لتنتقم منهؤلاء القوم المجرمين، و ذلك بأن طمست علىأعينهم، حيث يقول البعض بأنّ جبرائيل قدامر أن يخفق بجناحهم على عيونهم حيث فقدوابصرهم حالا، و قيل أنّ بؤر أبصارهم قدأصبحت مستوية مع وجوههم.