امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
و مع أنّ القرآن الكريم لم يبيّن من همالأشخاص الذين راودوا (الملائكة) ضيوفالنّبي الكريم لوط عليه السّلام، إلّا أنّمن الواضح أنّه لم يكن جميع القوم، بلأوباشهم الأكثر وقاحة و إجراما الذينتسابقوا للقيام بهذا الجرم المشين، و لذافإنّ العذاب الذي لحقهم في طمس عيونهميفترض أن يكون عبرة للآخرين من قومهم. وللأسف الشديد لم يكن هنالك من يتّعظ ويعتبر بهذا الدرس الإلهي البليغ، و الذيكان مقدّمة للعذاب الإلهي المحتوم عليهمجميعا.و يقال: أنّ سبب تأخير العذاب على قوم لوطإلى الصبح، هو أنّ هذه الحادثة كانت قدوقعت قبل يوم، لذا فقد اعطي لهؤلاءالمعاندين مهلة ليلة اخرى عسى أن يفكّروافي مصيرهم قبل نزول البلاء عليهم، ويعتبروا بهذه الثلّة السيّئة الحظّ ممّنفقدوا بصرهم.و تذكر الرّواية أنّ الجناة الذين فقدوابصرهم لم يتّعظوا أيضا بما أصابهم، فقدتوعّدوا آل لوط أن لا يبقوا منهم أحدا، وذلك في طريق عودتهم إلى بيوتهم و هميتلمّسون الجدران ليهتدوا بواسطتها إلىأهليهم «1».و جاءت الساعة المرتقبة حيث أمر اللّهبفنائهم و قلبت الزلزلة مدينتهم رأسا علىعقب و صبّ عليهم العذاب صبّا مع أوّل خيطمن أشعّة فجر ذلك اليوم، فتتمزّق أجسادهمو تتلاشى أبدانهم و تدمّر بيوتهم و تندثرقصورهم و تتحوّل إلى انقاض و خرائب، و إذابالمطر الحجري ينهمل عليهم و يطمس كلّمعالم الحياة لديهم حتّى لم يبق أي أثرلهم.و ذلك ما تشير له الآية الكريمة حيث تعكسهذا المعنى باختصار و تركيز وَ لَقَدْصَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذابٌمُسْتَقِرٌّ.نعم، و في لحظات قصار انتهى كلّ شيء و لميبق لهم أثر!!