امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
كلمة (بكرة) تعني (أوّل اليوم) لأنّ(صبّحهم) واسع المعنى و يشمل كلّ الصباح،في الوقت الذي يقصد في الصباح هنا (أوّله).و هل كان وقت العذاب الإلهي بداية طلوعالفجر، أو أنّه حصل في بداية طلوع الشمس؟إنّ هذا الأمر لم يعرف بالضبط و لكن تعبير(بكرة) يتناسب أكثر مع بداية طلوع الشمس.كلمة (مستقرّ) تعني الثبوت و الإحكام، أيبمعنى (ثابت الحكم) و يحتمل أن يكون المرادبه هنا هو: أنّ العذاب الإلهي كان شديداإلى حدّ أنّ أيّ قوة لم تكن قادرة علىمواجهته.و يقال لأنّ العذاب الدنيوي لهؤلاء القوممتّصل مع عذاب البرزخ، لذا اطلق عليه أنّه(مستقرّ).ثمّ يضيف سبحانه مؤكّدا و مكرّرا مرّةاخرى قوله: فَذُوقُوا عَذابِي وَ نُذُرِ.لكي لا يكون مجال للشكّ و التردّد فيإنذار الأنبياء لكم بعد هذا، و رغم أنّ هذهالجملة ذكرت مرّتين في القصّة: فَذُوقُواعَذابِي وَ نُذُرِ إلّا أنّه من الواضحهنا أنّ الجملة الاولى تشير إلى العذابالذي حلّ بالمجموعة التي اقتحمت بيت لوطعليه السّلام و ما نتج من إصابتهم بالعمىمقدّمة للعذاب العامّ، و الثانية إشارةإلى العذاب الذي نزل بقوم لوط أجمع منالزلازل و الدمار و مطر الحجارة.و في نهاية المطاف و في آخر آية من بحثناهذا تتكرّر جمل الموعظة و العبرة و للمرّةالرابعة في هذه السورة بقوله تعالى: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَلِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ.نعم، لم يتّعظ قوم لوط من النذر، و لميتّعظوا من العذاب الأوّل الذي أعمى أبصارالبعض منهم و الذي كان بمثابة إنذار لهمفهل أنّ الآخرين الذين يرتكبون نفس الذنوبيتّعظون لدى سماع آيات القرآن هذه وينوبوا إلى رشدهم و يندموا على ما فرطمنهم؟! ..