امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
استعمالا، لذا يتبادر إلى الذهن معناهاالأخير.و على كلّ حال فإنّه إنذار آخر لهؤلاءالعاصين و المغفّلين و الجهلة.و لمّا كانت السنّة المتّبعة في القرآنالكريم غالبا ما تعتمد المقارنة بين جبهةالصلاح و الهدى من جهة، و جبهة الفساد والضلال من جهة اخرى، لأنّ في المقارنةيبرز التفاوت و الاختلاف بصورة أفضل، فهناأيضا بعد الحديث عن مصير الكفّار والمجرمين يشير سبحانه إشارة مختصرة إلىالعاقبة السعيدة و الحبور العظيم الذييكون من نصيب المتّقين حيث يقول سبحانه:إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ.(نهر) على وزن (قمر)، و كذلك (نهر) على وزن(قهر) و الاثنان يعنيان مجرى الماء الكثير،و لهذا يطلق على الفضاء الواسع كذلك، أوالفيض العظيم أو النور المنتشر (نهر)- علىوزن قمر-.و بغضّ النظر عن الحديث اللاحق، يمكن أنيكون هذا المصطلح في الآية أعلاه بنفسالمعنى الأصلي، أي أنّ كلمة (نهر) بمعنىنهر الماء، و لا إشكال في كون الكلمة بصيغةالمفرد، لكونها تدلّ على معنى الجنس والجمع، فينسجم مع (جنّات) جمع «جنّة»، ويمكن أن يكون المراد منها هو اتّساع الفيضالإلهي و النور العظيم في ظلال الجنّة ورحابها الواسعة، و بذلك تشمل المعنيين.و لكن نقرأ هنا في حديث للرسول الأعظمصلّى الله عليه وآله وسلّم و الذي نقلعن الدرّ المنثور أنّه قال: «النهر:الفضاء و السعة، و ليس بنهر جار» «1».و في آخر آية مورد البحث و التي هي آخر آيةفي سورة القمر يوضّح البارئ بصورة أكثر(مستقر المتّقين) حيث يقول سبحانه أنّهم:فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍمُقْتَدِرٍ.و يا له من وصف رائع و ظريف! حيث أنّ هذاالوصف يتميّز بخصوصيتين