امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
بل حتّى تشبيه كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ «1»«2».و عند ما يتحدّث عن الأمر الإلهي في يومالقيامة و يشبهه بـ (لمح بالبصر) يضيف (أوهو أقرب).و على كلّ حال فإنّ الحديث هنا عن الزمانحسب التعبيرات اليومية لنا، و كذلك فإنّالقرآن الكريم يخاطبنا بلغتنا، و إلّافإنّ أوامر اللّه تعالى فوق الزمان.و ضمنا فإنّ التعبير بـ (واحدة) يمكن أنيكون إشارة لهذا المعنى، و هو أنّ أمراواحدا يكفي و لا يحتاج إلى تكرار، أو أنّهاإشارة إلى أنّ أمره تعالى حول الصغير والكبير و حتّى خلق السموات الواسعة أجمعلا يختلف عن خلقه لذرّة التراب.و في الأصل فإنّ الكبير و الصغير و السهلالصعب يكون في مقاييسنا الفكرية المحدودةو قدرتنا الضئيلة، أمّا عند ما يكونالحديث عن القدرة الإلهية العظيمة فإنّهذه المفاهيم تتلاشى تماما، و يصبح الكلّبلون واحد و شكل واحد، (فتدبّر).و يطرح هنا «سؤال»: و هو إذا صحّ معنىالجملة أعلاه و هو أنّ كلّ شيء يوجد آنا(في الآن) فإنّ هذا الأمر لا يتناسب معمشاهدة التدرّج في حوادث العالم.و يتّضح «الجواب» عند ما نلاحظ هذهالنقطة، و هي أنّ أمره تعالى في كلّ مكان وكلّ شيء هو (كلمة واحدة) و التي تكون أسرعمن لمح البصر، و لكن محتوى الأمر الإلهيمتفاوت و مختلف، فإذا صدر الأمر الإلهيللجنين أن يكمل دورته تسعة أشهر، فلن تزيدو تنقص لحظة واحدة. و الفورية هنا هي أنيكمل الجنين الدورة في نهاية المدّةالمحدّدة، و لو اعطي أمر للكرة الأرضية أنتدور في كلّ أربع و عشرين ساعة مرّة حولنفسها؟ فإنّ هذا الأمر غير قابل للتخلّف،و بتعبير آخر فإنّ تنفيذ أمره تعالى لايحتاج إلى أيّ وقت زماني، و الموجود هنا هومحتوى الأمر. و من خلال معرفة السنّةالتدريجية للعالم المادّي و خاصيّته