امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
المتصاعدة من مياه البحار لتتكوّن الغيومو تنزل الأمطار) ... إنّ كلّ واحدة من هذهالمعاني هبة عظيمة و نعمة لا مثيل لها، وبدونها تستحيل الحياة أو تصبح ناقصة.نعم إنّ النور الذي يمنحنا الدفء والحرارة و الهداية و الحياة و الحركةيأتينا من السماء و كذلك الأمطار، و الوحيأيضا، و بذلك فإنّ للسماء مفهوما عامّا،مادّيا و معنويا).و إذا تجاوزنا كلّ هذه الأمور، فإنّ هذهالسماء الواسعة مع كلّ عوالمها هي آيةعظيمة من آيات اللّه، و هي أفضل وسيلةلمعرفة اللّه سبحانه، و عند ما يتفكّرأولو الألباب في عظمتها فسوف يقولون دونإختيار رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا.«1»ثمّ يستعرض سبحانه النعمة السابعة حيثيقول تعالى: وَ وَضَعَ الْمِيزانَ.«الميزان» كلّ وسيلة تستعمل للقياس، سواءكان قياس الحقّ من الباطل، أو العدل منالظلم و الجور، أو قياس القيم و قياس حقوقالإنسان في المراحل الاجتماعية المختلفة.و (الميزان) يشمل كذلك كلّ نظام تكويني ودستور اجتماعي، لأنّه وسيلة لقياس جميعالأشياء.و «الميزان» لغة: (المقياس) و هو وسيلةلوزن الأجسام الماديّة المختلفة، إلّاأنّ المقصود في هذه الآية،- و الذي ذكر بعدخلق السماء- أنّ لها مفهوما واسعا يشمل كلّوسيلة للقياس بما في ذلك القوانينالتشريعيّة و التكوينية، و ليس وسيلةمنحصرة بقياس الأوزان الماديّة فقط.و من هنا فلا يمكن أن تكون الأنظمةالدقيقة لهذا العالم، و التي تحكم ملايينالأجرام السماوية بدون ميزان و قوانينمحسوبة.و عند ما نرى في بعض العبارات أنّ المقصودبالميزان هو «القرآن الكريم»، أو