امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
عالم الوجود.و في المرحلة الثانية يتحدّث سبحانه عنضرورة عدم طغيان البشر في كلّ موازينالحياة، سواء كانت الفردية أو الاجتماعية.و في المرحلة الثالثة يؤكّد على مسألةالوزن بمعناها الخاصّ، و يأمر البشر أنّيدقّقوا في قياس و وزن الأشياء فيالتعامل، و هذه أضيق الدوائر.و بهذا الترتيب نلاحظ الروعة العظيمةللانسجام في الآيات المباركة، حيث تسلسلالمراتب و حسب الأهمية في مسألة الميزان والمقياس، و الانتقال بها من الدائرةالأوسع إلى الأقل فالأقل «1».إنّ أهميّة الميزان في أي معنى كان عظيمةفي حياة الإنسان بحيث إنّنا إذا حذفناحتّى مصداق الميزان المحدود و الصغير والذي يعني (المقياس) فإنّ الفوضى والارتباك سوف تسود المجتمع البشري، فكيفبنا إذا ألغينا المفهوم الأوسع لهذهالكلمة، حيث ممّا لا شكّ فيه أنّ الاضطرابو الفوضى ستكون بصورة أوسع و أشمل.و يستفاد من بعض الرّوايات أنّ (الميزان):قد فسّر بوجود (الإمام)، و ذلك لكون الوجودالمبارك للإمام المعصوم هو وسيلة لقياسالحقّ من الباطل، و معيار لتشخيص الحقائقو عامل مؤثّر في الهداية «2». و هكذا فيتفسير «الميزان» بالقرآن الكريم ناظر إلىهذا المعنى.و نظرا إلى أنّ هذه الآيات تتحدّث عنالنعم الإلهية، فإنّ وجود الميزان سواء فينظم العالم أجمع أو المجتمع الإنساني أوالروابط الاجتماعية أو مجال العمل