امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
التجاري ... فإنّها جميعا نعم من قبل اللّهسبحانه.ثمّ ينتقل سبحانه من السماء إلى الأرضفيقول عزّ و جلّ: وَ الْأَرْضَ وَضَعَهالِلْأَنامِ «الأنام» فسّرها البعض بمعنى(الناس)، و فسّرها آخرون بمعنى (الإنس والجنّ)، و فسّروها أيضا بأنّها تشمل كلّموجود (ذي روح).إلّا أنّ قسما من أئمّة اللغة فسّرهابمطلق (الخلق) و لكن القرائن الموجودة فيالسورة و طبيعة النداءات الموجّهة للإنس والجنّ تدلّل على أنّها المقصود هنا (الجنّو الإنس).نعم، إنّ الكرة الأرضية التي ذكرت هنابعنوان هبة إلهيّة مهمّة، و في آيات اخرىذكرت بعنوان (مهاد) مأوى و مستقرّ للإنسانالذي لا يدرك قدرها غالبا في الحالاتالاعتيادية، إلّا أنّه في حالة حدوث تغيّربسيط كزلزلة مدمّرة أو بركان بإمكانه أنيدفن مدينة بأكملها تحت المواد المذابة وعتمة الدخان و لهيب النار، هنا ندرك كم أنّهدوء الأرض نعمة عظيمة، خصوصا إذا وضعناالأرقام التي توصّل إليها العلماء أمامنافيما يتعلّق بسرعة حركة الأرض حول نفسها وحول الشمس «1»، عند ذلك يتبيّن لنا أهميّةهذا الهدوء الكامن في أعماق هذه الحركةالسريعة جدّا و التي هي ليست نوعا واحدا،بل أنواع مختلفة.التعبير بـ (وضع) عن الأرض في مقابل (رفع)عن السماء، إضافة إلى الروعة البلاغية فيهذا التقابل فهو إشارة إلى تسخير الأرض ومنابعها للإنسان حيث يقول سبحانه: هُوَالَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ. «2»