امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
«فخار» من مادّة (فخر) بمعنى الشخص الذييفخر كثيرا، و لكون الأشخاص الذين يعيشونالفراغ في شخصياتهم و معنوياتهم يكثرونالثرثرة و الادّعاء عن أنفسهم، فإنّ هذهالكلمة تستعمل لكلّ إناء من الطين أو«الكوز»، و ذلك بسبب الأصوات الكثيرة التييولّدها «1».و من هنا يستفاد بوضوح من الآيات القرآنيةالمختلفة حول مبدأ خلق الإنسان، أنّه كانمن التراب ابتداء، قال تعالى: فَإِنَّاخَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ. «2» ثمّ خرج معالماء و أصبح طينا. هُوَ الَّذِيخَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ. «3» ثمّ أصبح بصورةطين خبيث الرائحة إِنِّي خالِقٌ بَشَراًمِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ. «4»ثمّ أصبح مادّة في حالة لاصقة، إِنَّاخَلَقْناهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ «5» و منثمّ يتحوّل إلى حالة يابسة و يكون منصَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ كما ذكر في الآيةمورد البحث.هذه المراحل كم تستغرق من الوقت؟ و كم هيالمدّة التي يتوقّف فيها الإنسان في كلّمرحلة من هذه المراحل؟، و في أي ظروف تحدثهذه التطوّرات؟هذه المسائل خفيت عن علمنا و إدراكنا، واللّه وحده هو العالم بها فقط.و من الواضح أنّ هذه التعابير تبيّن حقيقةترتبط ارتباطا وثيقا مع الأمور التربويةللإنسان، حيث أنّ المادّة الأوّلية في خلقالإنسان هي مادّة لا قيمة لها، و من أحقرالمواد على الأرض، إلّا أنّ اللّه تعالىقد خلق من تلك المادّة الحقيرة مخلوقا ذاشأن، بل يمثّل قمّة المخلوقات على وجهالأرض، حيث أنّ القيمة الواقعيّة للإنسانهي الروح الإلهية (النفخة الربّانية) فيه،و التي ذكرت في الآيات