امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
القرآنية الاخرى (كما في سورة الحجر/ 29) وذلك ليعرف الإنسان قيمته الحقيقيّة فيعالم الوجود و يسير في طريق التكامل علىبيّنة من أمره.ثمّ يتطرّق سبحانه لخلق الجنّ حيث يقول:وَ خَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْنارٍ.«مارج» في الأصل من (مرج) على وزن (مرض)بمعنى الاختلاط و المزج، و المقصود هنااختلاط شعل النيران المختلفة، و ذلك لأنّالنيران أحيانا تكون بألوان مختلفةالأحمر، الأصفر، الأزرق، و أخيرا اللونالأبيض.و يقول البعض: إنّ معنى التحرّك موجودفيها أيضا، و ذلك من (أمرجت الدابة) يعني(تركت الحيوان في المرتع) لأنّ أحد معاني«المرج» هو المرتع.و لكن كيف خلق الجنّ من هذه النيرانالمتعدّدة الألوان؟ هذا ما لم يعرف بصورةدقيقة، كما أنّ الخصوصيات الاخرى عن هذاالمخلوق، قد بيّنت لنا عن طريق الوحيالربّاني و كتاب اللّه الكريم، و لكنمحدودية معلوماتنا لا تعني السماح لناأبدا بإنكار هذه الحقائق أو تجاوزها،خاصّة بعد ما ثبتت عن طريق الوحي الإلهي.(و سيكون لنا إن شاء اللّه شرح مقصّل حولخلق الجنّ و خصوصيات هذا المخلوق في تفسيرسورة الجنّ).و على كلّ حال، فإنّ أكثر الموجودات التينتحدّث عنها هي: الماء و التراب و الهواء والنار، سواء كانت هذه الموجودات عناصربسيطة كما كان يعتقد القدماء، أو مركّبةكما يعتقد العلماء اليوم، و لكن على كلّحال فإنّ مبدأ خلق الإنسان هو الماء والتراب، في حين أنّ مبدأ خلق الجنّ هوالهواء و النار، و هذا الاختلاف في مبدأخلقة هذين الموجودين مصدر اختلافات كثيرةبين هذين المخلوقين.و بعد أن تحدّث عن النعم التي كانت فيبداية خلق الإنسان يكرّر تعالى قولهتعالى: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُماتُكَذِّبانِ.في الآية اللاحقة يستعرض نعمة اخرى حيثيقول سبحانه: رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ