امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
وَ رَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ.بما أنّ الشمس في كلّ يوم تشرق من نقطة وتغرب من اخرى، و بعدد أيّام السنة لها شروقو غروب، و لكن نظرا للحدّ الأكثر من الميلالشمالي للشمس و الميل الجنوبي لها، ففيالحقيقة أنّ للشمس مشرقين و مغربين والبقيّة بينهما «1».إنّ هذا النظام الذي هو سبب وجود الفصولالأربعة له فوائد و بركات كثيرة، و يؤكّد ويكمّل ما مرّ بنا في الآيات السابقة، و ذلكلأنّ الحديث كان عن حساب سير الشمس والقمر، و كذلك عن وجود الميزان في خلقالسماوات، و إجمالا فإنّه يبيّن النظامالدقيق للخلقة و حركة الأرض و القمر والشمس، و كذلك فإنّه يشير إلى النعم والبركات التي هي موضع استفادة الإنسان.و يرى البعض أنّ المقصود بالمشرقين والمغربين هو طلوع و غروب الشمس، و طلوع وغروب القمر و يعتبرون هذا هو المناسبلتفسير الآية الكريمة الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ إلّا أنّ المعنىالأوّل هو الأنسب، خصوصا و أنّ الرّواياتالإسلامية قد أشارت إلى ذلك.و من جملة هذه الرّوايات
حديث لأمير المؤمنين عليه السّلام فيتفسير هذه الآية حيث يقول: «إنّ مشرقالشتاء على حدة، و مشرق الصيف على حدّه،أما تعرف ذلك من قرب الشمس و بعدها؟» «2».و يتّضح بذلك معنى قوله تعالى: فَلاأُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ، «3»