امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
العظيمة ذات المياه العذبة عند ما تصبّ فيالبحار و المحيطات فإنّها تشكّل بحرا منالماء الحلو إلى جنب الساحل و تطرد الماءالمالح إلى الخلف، و العجيب أنّ هذينالماءين لا يمتزجان مع بعضهما لمدّة طويلةبسبب اختلاف درجة الكثافة.و تلاحظ هذه المناظر بوضوح عند السفربالطائرة في المناطق التي تكون فيها هذهالظاهرة، حيث المياه العذبة تمثّل بحرامنفصلا في داخل البحر المالح و منفصلةعنها، و عند ما تمتزج أطراف هذين البحرينفإنّ المياه العذبة الجديدة تأخذ مكانهابحيث أنّ هذين البحرين منفصلان على الدوامبشكل ملفت للنظر.و الظريف هنا ما يحصل في حالة (مدّ البحر)فبارتفاع سطح المحيط إلى الأعلى، فإنّالمياه العذبة ترجع إلى الداخل دون أنتختلط مع المياه المالحة- باستثناء سنواتالجدب التي تنعدم فيها الأمطار و يشحّالماء- و تغطّي قسما من اليابسة، لذلكفكثيرا ما تستثمر هذه الحالة بإيجاد أنهارو قنوات في المناطق الساحلية حيث تسقىبهذه الطريقة الكثير من الأراضي الزراعية.إنّ هذه الأنهر توجد ببركة و حركة (المدّ والجزر) الساحليتين و تأثيرهما على مياههذه الأنهار التي تمتلئ و تفرغ مرّتين فيكلّ يوم بالماء العذب، ممّا يتيح فرصةطيّبة لسقي مناطق واسعة من الأراضيالزراعية.و يوجد تفسير رائع آخر لهذين البحرين، حيثقالوا: إنّ المقصود منهما يحتمل أن يكونظاهرة (كلف استريم) و الذي سيأتي شرحها فيآخر هذه الآيات إن شاء اللّه.و مرّة اخرى يخاطب اللّه تعالى عباده فيمعرض حديثه عن هذه النعم حيث يسألهمسبحانه: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُماتُكَذِّبانِ.و استمرارا لهذا الحديث يقول عزّ و جلّ:يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُماتُكَذِّبانِ.اللؤلؤ و المرجان: وسيلتان للتجميل والزينة، و يستفاد منهما أيضا في معالجة