امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
ثمّ تضيف الآية التالية لتذكر وصفا ذميمالمن كان من طائفة الكفّار فتقول:الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلهاًآخَرَ.أجل: فَأَلْقِياهُ فِي الْعَذابِالشَّدِيدِ.و في هذه الآيات بيان ستّة أوصاف لأهلالنار، فالأوصاف الخمسة المتقدّمة بعضهالبعض بمثابة العلّة و المعلول، أمّا الوصفالسادس فإيضاح للجذر الأصيل لهذه الأوصاف.لأنّ معنى الكفّار هو من أصرّ على كفرهكثيرا، و ينتهي هذا الأمر إلى العناد.و المعاند أو العنيد يصرّ على منع الخيرأيضا، و مثل هذا الشخص بالطبع يكون معتديامتجاوزا على حقوق الآخرين و حدود اللّه.و المعتدون يصرّون على إيقاع الآخرين فيالشّك و الريب و سلب الإيمان عنهم.و هكذا تبيّن أنّ هذه الأوصاف الخمسة أي«الكفّار و العنيد و المنّاع للخير والمعتدي و المريب» يرتبط بعضها ببعضارتباطا وثيقا، و بعضها لبعض يشكّل علاقةاللازم بالملزوم.و في الوصف السادس أي الَّذِي جَعَلَ مَعَاللَّهِ إِلهاً آخَرَ يكمن الجذر الأصيل والأساس لجميع الانحرافات الآنف ذكرها، والمراد من هذا الوصف هو الشرك، لأنّالتدقيق فيه يكشف أنّ الشرك هو الباعث علىجميع هذه الأمور المتقدّمة! و في الآيةالتالية يكشف الستار عن مشهد آخر و صورةاخرى ممّا يجري على هؤلاء الكفّار وعاقبتهم، و هو المجادلة بينهم و بينالشيطان الغويّ في يوم القيامة، فكلّ منالكفّار يلقي التبعات على الشياطين، إلّاأنّ قرينه «الشيطان» يردّ عليه و يقول كمايحكي عنه القرآن: قالَ قَرِينُهُ رَبَّناما أَطْغَيْتُهُ وَ لكِنْ كانَ فِي ضَلالٍبَعِيدٍ. فلم أجبره على سلوك طريق الغوايةو الضلالة، بل هو الذي سلكه باختياره