امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
سبحانه: يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِوَ الْأَرْضِ.و لماذا لا يكون كذلك في الوقت الذي يفنىالجميع و يبقى وحده سبحانه، و ليس هذا فينهاية العالم فقط، و إنّما الآن أيضا فانّالكائنات فانية في مقابله و بقاءها مرتبطبمشيئته، و إذا أعرض بلطفه فسيتلاشى الكونبأجمعه، و على هذا فهل يوجد أحد سواه يطلبأهل السماوات و الأرض قضاء حوائجهم منه ويسألونه تدبير شؤونهم؟! التعبير بـ (يسأله)جاء بصيغة المضارع، و هو دليل على أنّالسؤال و الطلب في الكائنات و مستمر منالذات الإلهيّة المقدّسة، و الجميعيستلهمون من مبدأ فيضه، و لسان حالهم يطلبالوجود و البقاء و قضاء الحوائج، و هذا شأنالموجود الممكن الذي هو مرتبط بواجبالوجود ليس في الحدوث فقط. و إنّما فيالبقاء أيضا.ثمّ يضيف سبحانه: كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِيشَأْنٍ.نعم إنّ خلقه مستمر، و إجاباته لحاجاتالسائلين و المحتاجين لا تنقطع، كما أنّإبداعاته مستمرّة فيجعل الأقوام يوما فيقوّة و قدرة، و في يوم آخر يهلكهم، و يومايعطي السلامة و الشباب، و في يوم آخر الضعفو الوهن، و يوما يذهب الحزن و الهمّ منالقلوب و آخر يكون باعثا له. و خلاصة الأمرأنّه في كلّ يوم- و طبقا لحكمته و نظامهالأكمل- يخلق ظاهرة جديدة و خلقا و أحداثاجديدة.و الالتفات إلى هذه الحقيقة من جهة يوضّحاحتياجاتنا المستمرّة لذاته المقدّسة، ومن جهة اخرى فإنّه يذهب اليأس و القنوط منالقلوب، و من جهة ثالثة فإنّه يلوي الغرورو يكسر الغفلة في النفوس.نعم، إنّه سبحانه له في كلّ يوم شأن و عمل.و بالرغم من أنّ بعض المفسّرين ذكروا قسمامن هذا المعنى الواسع تفسيرا للآية، إلّاأنّ البعض ذكر في تفسيرها، أنّها مغفرةالذنوب، و ذهاب الحزن، و إعزاز أقوام وإذلال آخرين فقط.