امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
يقول سبحانه في البداية: سَنَفْرُغُلَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ «1» «2».نعم، إنّ اللّه العالم القادر سيحاسب فيذلك اليوم الإنس و الجنّ حسابا دقيقا علىجميع أعمالهم و أقوالهم و نيّاتهم، ويعيّن لكلّ منهم الجزاء و العقاب.و مع علمنا بأنّ اللّه سبحانه لا يشغلهعمل عن عمل، و علمه محيط بالجميع في آنواحد، و لا يشغله شيء عن شيء (و لا يشغلهشأن عن شأن) و لكنّنا نواجه التعبير في(سنفرغ) و التي تستعمل غالبا بالتوجّهالجادّ لعمل ما، و الانصراف الكلّي له، وهذا من شأن المخلوقات بحكم محدوديتها.إلّا أنّه استعمل هنا للّه سبحانه،تأكيدا على مسألة حساب اللّه تعالى لعبادهبصورة لا يغادر فيها صغيرة و لا كبيرة إلّاأحصاها، و لا يغفل عن مثقال ذرّة من أعمالالإنسان خيرا أو شرّا، و الأظرف من ذلك أنّاللّه الكبير المتعال هو الذي يحاسب بنفسهعبده الصغير، و علينا أن نتصوّركم هيمرعبة و مخيفة تلك المحاسبة.(الثقلان) من مادّة (ثقل) على وزن (كبر)بمعنى الحمل الثقيل و جاءت بمعنى الوزنأيضا، إلّا أنّ (ثقل) على وزن (خبر) تقالعادة لمتاع و حمل المسافرين، و تطلق علىجماعة الإنس و الجنّ و ذلك لثقلهمالمعنوي، لأنّ اللّه تبارك و تعالى قدأعطاهم عقلا و شعورا و علما و وعيا له وزن وقيمة بالرغم من أنّ الثقل الجسدي لهمملحوظ أيضا كما قال تعالى: وَ أَخْرَجَتِالْأَرْضُ أَثْقالَها، «3» حيث ورد أنّأحد معانيها هو خروج الناس من القبور فييوم القيامة، إلّا أنّ التعبير في الآيةمورد البحث جاء باللحاظ المعنوي، خاصّة وأنّ الجنّ ليس لهم ثقل مادّي.