امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
التأكيد على هاتين الطائفتين بالخصوصلأنّ التكاليف الإلهيّة مختّصة بهما فيالغالب.و بعد هذا يكرّر اللّه سبحانه سؤاله مرّةاخرى: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُماتُكَذِّبانِ.و تعقيبا على الآية السابقة التي كانتتستعرض الحساب الإلهي الدقيق، يخاطبالجنّ و الإنس مرّة اخرى بقوله: يامَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إِنِاسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْأَقْطارِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِللفرار من العقاب الإلهي فَانْفُذُوا لاتَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ أي بقوّةإلهية، في حين أنّكم فاقدون لمثل هذهالقوّة و القدرة.و بهذه الصورة فإنّكم لن تستطيعوا أنتفرّوا من محكمة العدل الإلهي، فحيثماتذهبون فهو ملكه و تحت قبضته و محلّ حكومتهتعالى، و لا مناصّ لهذا المخلوق الصغير منالفرار من ميدان القدرة الإلهيّة؟ كما
قال الإمام علي عليه السّلام في دعاء كميلبن زياد المربي للروح: (و لا يمكن الفرار منحكومتك).«معشر» في الأصل من (عشر) مأخوذ من عدد«عشرة»، و لأنّ العدد عشرة عدد كامل، فإنّمصطلح (معشر) يقال: للمجموعة المتكاملة والتي تتكوّن من أصناف و طوائف مختلفة.«أقطار» جمع (قطر) بمعنى أطراف الشيء.«تنفذوا» من مادّة (نفوذ)، و هي في الأصلبمعنى خرق و عبور من شيء، و التعبير (منأقطار) إشارة إلى شقّ السماوات و تجاوزهاإلى خارجها.و بالمناسبة فإنّ تقديم «الجنّ» هنا جاءلاستعدادهم الأنسب للعبور من السماوات، وقد ورد اختلاف بين المفسّرين على أنّالآية أعلاه هل تتحدّث عن القيامة، أو أنّحديثها عن عالم الدنيا، أو كليهما؟و لأنّ الآيات السابقة و اللاحقة تتحدّثعن وقائع العالم الآخر، فإنّ المتبادر إلىالذهن أنّ الآية تتحدّث عن الهروب والفرار من يد العدالة الإلهية الذي يفكّربه