امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
العاصون في ذلك اليوم.إلّا أنّ البعض بلحاظ جملة: لاتَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ اعتبرهاإشارة إلى الرحلات الفضائية للإنسانية، وقد ذكر القرآن شروطها من القدرة العلمية والصناعية.و يحتمل أيضا أن يكون المقصود منها هوعالم الدنيا و عالم القيامة، يعني أنّكملن تتمكّنوا من النفوذ بدون قدرة اللّه فيأقطار السماوات ليس في هذه الدنيا فحسب،بل في عالم الآخرة أيضا، حيث وضعت فيالدنيا وسيلة محدودة لاختباركم، أمّا فيالآخرة فلا توجد أيّة وسيلة لكم.و فسّرها البعض تفسيرا رابعا حيث قالوا:إنّ المقصود بالنفوذ هو النفوذ الفكري والعلمي في أقطار السماوات، الذي يمكنللبشر إنجازه بواسطة القدرة الاستدلالية.إلّا أنّ التّفسير الأوّل مناسب أكثر،خاصّة و أنّ بعض الأخبار التي نقلت منالمصادر الإسلامية تؤيّده، و من جملتهاحديث عن الإمام الصادق عليه السّلام حيثيقول:«إذا كان يوم القيامة جمع اللّه العباد فيصعيد واحد، و ذلك أن يوحي إلى السماءالدنيا أن اهبطي بمن فيك، فيهبط أهلالسماء الدنيا بمثلي من في الأرض من الجنّو الإنس و الملائكة، ثمّ يهبط أهل السماءالثانية بمثل الجميع مرتين، فلا يزالونكذلك حتّى يهبط أهل سبع سماوات فتصيرالجنّ و الإنس في سبع سرادقات من الملائكةثمّ ينادي مناد، يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْتَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَإِلَّا بِسُلْطانٍ فينظرون فإذا قد أحاطبهم سبع أطواق من الملائكة» «1».