امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
جهنّم، أو أنّه كناية عن منتهى ضعفالمجرمين و عجزهم أمام ملائكة الرحمن، حيثيقذفونهم في نار جهنّم بذلّة تامّة، فماأشدّ هذا المشهد و ما أرعبه!! و مرّة اخرىيضيف سبحانه: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُماتُكَذِّبانِ لأنّ التذكير بيوم القيامةهو لطف منه تعالى.ثمّ يقول سبحانه: هذِهِ جَهَنَّمُالَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ.و ذكر المفسّرون تفاسير مختلفة حولالمخاطبين المقصودين في هذه الآيةالكريمة، و هل هم حضّار المحشر؟ أو أنّالمخاطب هو شخص الرّسول صلّى الله عليهوآله وسلّم فحسب، و قد ذكر له هذا المعنىفي الدنيا؟ و المرجّح في رأينا هو المعنىالثاني خاصّة، لأنّ الفعل (يكذّب) جاءبصيغة المضارع. و أستفيد من (المجرمون) مايحمل على الغائب، و هذا يوضّح أنّ اللّهتعالى قال لرسوله صلّى الله عليه وآلهوسلّم: هذه أوصاف جهنّم التي ينكرهاالمجرمون باستمرار في هذه الدنيا. و قيل:إنّ المخاطب هو جميع الجنّ و الإنس حيثيوجّه لهم إنذار يقول لهم فيه: هذه جهنّمالتي ينكرها المجرمون، لها مثل هذهالأوصاف التي تسمعونها، لذلك يجب أنتنتبهوا و تحذروا أن يكون مصيركم هذاالمصير.و يضيف سبحانه في وصف جهنّم و عذابهاالمؤلم الشديد حيث يقول:يَطُوفُونَ بَيْنَها وَ بَيْنَ حَمِيمٍآنٍ.«آن» و «آني» هنا بمعنى الماء المغلي و فيمنتهى الحرارة و الإحراق، و في الأصل منمادّة (إنّا) على وزن (رضا) بمعنى الوقتلأنّ الماء الحارق وصل إلى وقت و مرحلةنهائية.و بهذه الحالة فإنّ المجرمين يحترقون وسطهذا اللهيب الحارق لنار جهنّم، و يظمأون ويستغيثون للحصول على ماء يروي ظمأهم، حيثيعطى لهم ماء مغلي (أو يصبّ عليهم) ممّايزيد و يضاعف عذابهم المؤلم.و يستفاد من بعض الآيات القرآنية أنّ (عينحميم) الحارقة تكون بجنب