امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
أعلاه، يقول سبحانه: وَ لِمَنْ خافَمَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ.«الخوف» من مقام اللّه، جاء بمعنى الخوفمن مواقف يوم القيامة و الحضور أمام اللّهللحساب، أو أنّها بمعنى الخوف من المقامالعلمي للّه و مراقبته المستمرّة لكلّالبشر «1».و التّفسير الثّاني يتناسب مع ما ذكر فيالآية (33) من سورة الرعد: أَ فَمَنْ هُوَقائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِماكَسَبَتْ.و نقرأ
في حديث للإمام الصادق عليه السّلام فيتفسيره لهذه الآية أنّه قال: «و من علم أنّاللّه يراه و يسمع ما يقول، و يعلم مايعلمه من خير أو شرّ فيحجزه ذلك عن القبيحمن الأعمال، فذلك الذي خاف مقام ربّه و نهىالنفس عن الهوى» «2».و يوجد هنا تفسير ثالث. هو أنّ الخوف مناللّه تعالى لا يكون بسبب نار جهنّم، والطمع في نعيم الجنّة، بل هو الخوف من مقاماللّه و جلاله فقط.و هنالك تفسير رابع أيضا، و هو أنّالمقصود من (مقام اللّه) هو الخوف من مقامعدالته، لأنّ ذاته المقدّسة لا تستلزمالخوف، إنّما هو الخوف من عدالته، الذيمردّه هو خوف الإنسان من أعماله، والإنسان المنزّه لا يخشى الحساب.و من المعروف أنّ المجرمين إذا مرّوابالمحكمة أو السجن ينتابهم شيء من الخوفبسبب جناياتهم على عكس الأبرار حيثيتعاملون بصورة طبيعيّة مع الأماكنالمختلفة.و للخوف من اللّه أسباب مختلفة، فأحيانايكون بسبب قبح الأعمال و انحراف الأفكار،و اخرى بسبب القرب من الذات الإلهيّة حيثالشعور بالخوف و القلق من الغفلة والتقصير في مجال طاعة اللّه، و أحيانااخرى لمجرّد تصوّرهم لعظمة اللّه