امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
و هل ينتظر أن يجازى من عمل عملا صالحا فيالدنيا بغير الإحسان الإلهي؟و بالرغم من أنّ بعض الرّوايات الإسلاميةفسّرت «الإحسان» في هذه الآية بالتوحيدفقط، أو التوحيد و المعرفة، أو الإسلام،إلّا أنّ الظاهر أنّ كلّ واحد في هذهالتفاسير هو مصداق لهذا المفهوم الواسعالذي يشمل كلّ إحسان في العقيدة و القول والعمل.جاء في حديث للإمام الصادق عليه السّلامأنّه قال: «آية في كتاب اللّه مسجّلة. قلت:و ما هي؟ قال: قول اللّه عزّ و جلّ: هَلْجَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُجرت في الكافر و المؤمن و البرّ و الفاجر،من صنع إليه معروف فعليه أن يكافئ به، وليس المكافأة أن تصنع كم صنع حتّى تربي،فإنّ صنعت كما صنع كان له الفضل فيالابتداء» «1».و بناء على هذا فالجزاء الإلهي في يومالقيامة يكون أكثر من عمل الإنسان في هذهالدنيا. و ذلك تماشيا مع الاستدلالالمذكور في الحديث أعلاه.يقول الراغب في المفردات: الإحسان فوقالعدل، و ذاك أنّ العدل هو أن يعطي ماعليه، و يأخذ ماله، و الإحسان أن يعطي أكثرممّا عليه و يأخذ أقلّ ممّا له فالإحسانزائد على العدل ..و يتكرّر قوله سبحانه مرّة اخرى:فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ.و ذلك لأنّ جزاء الإحسان بالإحسان نعمةكبيرة من قبل اللّه تعالى، حيث يؤكّدسبحانه أنّ جزاءه مقابل أعمال عباده مناسبلكرمه و لطفه و ليس لأعمالهم، مضافا إلىأنّ طاعاتهم و عباداتهم إنّما هي بتوفيقاللّه و لطفه، و بركاتها تعود عليهم.