امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
أمّا من هم هؤلاء الولدان؟قال البعض: إنّهم أبناء البشر من هذهالدنيا الذين توفّوا قبل البلوغ، و صحيفةأعمالهم بيضاء لم تدنّس بعد، فقد بلغواهذه المرتبة بلطف اللّه سبحانه، و خدمتهمللمقرّبين تقترن بارتياح عظيم و رغبةعميقة و لذّة من أفضل اللذّات، لأنّهم فيخدمة المقرّبين من الحضرة الإلهيّة.و قد ورد في هذا المعنى حديث للإمام عليعليه السّلام.إلّا أنّنا نقرأ في تفسير آخر أنّهم أطفالالمشركين و لأنّهم لم يرتكبوا ذنبا فقدحصلوا على هذه المرتبة، و أطفال المؤمنينيلتحقون بآبائهم و امّهاتهم.و نقرأ في تفسير ثالث أنّهم خدّام الجنّة،حيث إنّ اللّه سبحانه قد أعدّهم لهذهالمهمّة بشكل خاصّ.و يضيف القرآن أنّ هؤلاء الولدان يقدّمونلأصحاب الجنّة أقداح الخمر و كؤوس الشرابالمأخوذ من أنهار الجنّة بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَ كَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ «1» وشرابهم هذا ليس من النوع الذي يأخذ لبابالعقل و الفكر، حيث يقول تعالى: لايُصَدَّعُونَ عَنْها وَ لا يُنْزِفُونَ«2».إنّ الحالة التي تنتابهم من النشوةالروحية حين تناولهم لهذا الشراب لا يمكنأن توصف، إذ تغمر كلّ وجودهم بلذّة ليس لهامثيل.ثمّ يشير سبحانه إلى رابع و خامس قسم منالنعم المادية التي وهبها اللّه