امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَ أَنْتُمْحِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ و لا تستطيعون عملشيء من أجله «1».و المخاطبون هنا هم أقارب المحتضر الذينينظرون إلى حالته في ساعة الاحتضار منجهة، و يلاحظون ضعفه و عجزه من جهة ثانية،و تتجلّى لهم قدرة اللّه تعالى على كلّشيء، حيث أنّ الموت و الحياة بيده، وأنّهم- أي أقاربه- سيلاقون نفس المصير «2».ثمّ يضيف سبحانه وَ نَحْنُ أَقْرَبُإِلَيْهِ مِنْكُمْ وَ لكِنْ لاتُبْصِرُونَ.نعم، نحن الذين نعلم بصورة جيّدة ما الذييجول في خواطر المحتضر؟ و ما هي الإزعاجاتالتي تعتريه؟ نحن الذين أصدرنا أمرنا بقبضروحه في وقت معيّن، إنّكم تلاحظون ظاهرحاله فقط، و لا تعلمون كيفية انتقال روحهمن هذه الدار إلى الدار الآخرة، و طبيعةالمخاضات الصعبة التي يعيشها في هذهاللحظة.و بناء على هذا فالمقصود من الآية هو: قرباللّه عزّ و جلّ من الشخص المحتضر، بالرغممن أنّ البعض احتمل المقصود بالقرب(ملائكة قبض الروح) إلّا أنّ التّفسيرالأوّل منسجم مع ظاهر الآية أكثر.و على كلّ حال فإنّ اللّه سبحانه ليس فيهذه اللحظات أقرب إلينا من كلّ أحد، بل هوفي كلّ وقت كذلك، بل هو أقرب إلينا حتّى منأنفسنا، بالرغم من أنّنا بعيدون عنه نتيجةغفلتنا و عدم و عينا، و لكن هذا المعنى فيلحظة الاحتضار يتجلّى أكثر من أي وقت آخر.ثمّ للتأكيد الأشدّ في توضيح هذه الحقيقةيضيف تعالى: فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْغَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَها إِنْكُنْتُمْ صادِقِينَ.