امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
بصوت مهول يرى في حالة ترقّب دائما، فهومنتظر لأن يسمع الصوت، أو هو الإصغاء إلىكلام اللّه فيكون المعنى «استمع كلاماللّه» إذ يقول: يوم يسمعون الصيحة إلخ «1».لكن من هو هذا المنادي؟ يحتمل أن يكونالذات المقدّسة جلّ و علا، و لكن الاحتمالالأقوى هو «إسرافيل» الذي ينفخ في الصور ..و قد وردت الإشارة في آيات القرآن إليه لابالاسم بل بتعبيرات خاصّة.عبارة مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ إشارة إلى أنّهذه الصيحة ينتشر صداها في الفضاء بدرجةأنّها كما لو كانت في أذن كلّ أحد، وجميعهم يسمعونها بدرجة واحدة من القرب.نحن اليوم نستطيع أن نسمع كلام أي إنسان وفي أيّة نقطة كان بوسائل مختلفة فكأنّالمتكلّم على مقربة منّا، و يتحدّث معنا،إلّا أنّ يوم القيامة يسمع الناس كلّهمالصحية دون حاجة إلى مثل هذه الوسائل و هيقريبة منهم «2».و على كلّ حال، فليست هذه الصيحة هيالصيحة الاولى التي تقع مؤذنة بنهايةالعالم، بل هي الصيحة الثانية، أي الصيحةللنشور و الحشر، و في الحقيقة أنّ الآيةالثانية توضيح للآية السابقة و تفسير لهاإذ تقول: يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَبِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ منالقبور و البعث و النشور.و لكي يعرف من الحاكم في هذه المحكمةالكبرى، فإنّ القرآن يضيف قائلا:إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَ نُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ.