امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
و بعد ذكر هذه الأقسام الأربعة التي تبيّنأهميّة الموضوع الذي يليها يقول القرآن:إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ «1».و مرّة اخرى لمزيد التأكيد يضيف قائلا: وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ الدين: هنا معناهالجزاء كما جاء بهذا المعنى في قوله تعالى:مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ: أي يوم الجزاء.و أساسا فإنّ واحدا من أسماء يوم القيامةهو «يوم الدين» و «يوم الجزاء» و يتّضح منذلك أنّ المراد من الوعود الواقعة «هنا»هي ما يوعدون عن يوم القيامة و ما يتعلّقبها من حساب و ثواب و عقاب و جنّة و نار وسائر الأمور المتعلّقة بالمعاد، فعلى هذاتكون الجملة الاولى شاملة لجميع الوعود، والجملة الثانية تأكيد آخر على مسألةالجزاء.و بعد عدّة جمل أخر سيأتي الكلام على يومالدين، و كما أشرنا آنفا فإنّ الأقسامالواردة في بداية السورة لها علاقة وتناسب بيّن مع نتيجة هذه الأقسام! لأنّحركة الرياح و نزول الغيث و نتيجة لكلّ ذلكفإنّ حياة الأرض بعد موتها بنفسها مشهد منمشاهد القيامة و المعاد يبدو في هذهالدنيا.قال بعض المفسّرين إِنَّما تُوعَدُونَيحمل معنى واسعا يشمل جميع الوعودالإلهيّة المتعلّقة بيوم القيامة والدنيا و تقسيم الأرزاق و مجازاة المجرمينفي هذه الدنيا و الدار الآخرة و انتصارالمؤمنين الصالحين، فالآية (22) من هذهالسورة ذاتها التي تقول: وَ فِي السَّماءِرِزْقُكُمْ وَ ما تُوعَدُونَ يمكن أن تكونتأكيدا أو تأييدا لهذا المعنى، و حيث أنّلفظ الآية مطلق فلا تبعد هذه العمومية.و على كلّ حال فإنّ الوعود الإلهية جميعهاصادقة لأنّ خلف الوعد إمّا ناشئ عن الجهلأو العجز! .. الجهل الباعث على تغيير فكرالواعد، و العجز المانع من الوفاء به،إلّا أنّ اللّه العالم و القادر لا تتخلّفو عوده أبدا .. تعالى اللّه عن ذلك!