امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
واحدة بل فيها عيون ماء متعدّدة تجريمتدفّقه هناك «1».ثمّ يضيف القرآن مشيرا إلى نعم الجنّاتالاخر فيتحدّث عنها بتعبير مغلق فيقول:آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ.أي أنّهم يتلقّون هذه المواهب الإلهيّةبمنتهى الرضا و الرغبة و الشوق ..و يعقّب القرآن في ختام الآية بأنّ هذهالمواهب و هذا الثواب كلّ ذلك ليس اعتباطابل إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَمُحْسِنِينَ «2» و «الإحسان» هنا يحملمعنى وسيعا بحيث يشمل طاعة اللّه والأعمال الصالحة الاخر أيضا.و الآيات التالية تبيّن كيفية إحسانهم،فتعرض ثلاثة أوصاف من أوصافهم فتقول:أوّلا: كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مايَهْجَعُونَ.كلمة «يهجعون» مشتقّة من الهجوع: و معناهالنوم ليلا. قال بعضهم المراد من هذاالتعبير أنّهم كانوا يقظين يحيون أكثرالليل أو يحيون الليل .. و ينامون قليلامنه.و لكن حيث أنّ هذا الحكم و الدستور الشرعيبصورته العامّة و الكليّة للمحسنين والمتّقين يبدو بعيدا، فلا يناسب هذاالتّفسير المقام، بل المراد أنّهم قلّ أنيناموا تمام الليل، و بتعبير آخر إنّالليل هنا المراد منه العموم و الجنس.فعلى هذا فهم كلّ ليلة يحبّون قسما منهابالعبادة و صلاة الليل. أمّا الليالي التييرقدون فيها حتّى مطلع الفجر .. و تفوتعليهم العبادة فيها كليّا .. فهي قليلةجدّا.و هذا التّفسير منقول عن الإمام الصادق فيبعض أحاديثه أيضا «3» و هناك