امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
وَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِوَ الْمَحْرُومِ.كلمة «حقّ» هنا هو إمّا لأنّ اللّه أوجبذلك عليهم: كالزكاة و الخمس و سائر الحقوقالشرعية الواجبة، أو لأنّهم التزموه وعاهدوا أنفسهم على ذلك، و في هذه الصورةيدخل في هذا المفهوم الواسع حتّى غيرالحقوق الشرعية الواجبة.و يعتقد بعض المفسّرين أنّ هذه الآيةناظرة إلى القسم الثاني فحسب، فهي لا تشملالحقوق الواجبة .. لأنّ الحقوق الواجبةواردة في أموال الناس جميعا، المتّقين وغير المتّقين حتّى الكفّار.فعلى هذا حين يقول القرآن: وَ فِيأَمْوالِهِمْ حَقٌّ فإنّما يعني أنّهإضافة إلى واجباتهم و حقوقهم أوجبوا علىأنفسهم حقّا ينفقونه من مالهم في سبيلاللّه للسائل و المحروم.إلّا أنّه يمكن أن يقال أنّ الفرق بينالمحسنين و غيرهم هو أنّ المحسنين يؤدّونهذه الحقوق، في حين أنّ غيرهم ليسوامقيدين بذلك.كما يمكن أن يقال في تفسير الآية أنّالمراد بالسائل في ما يخصّ الحقوقالواجبة، لأنّه يحقّ له السؤال و المطالبةبها .. و المراد بالمحروم في ما يخصّ الحقوقالمستحبّة إذ ليس له حقّ المطالبة بها.و يصرّح «الفاضل المقداد» في كتابه «كنزالعرفان» أنّ المراد من قوله: حَقٌّمَعْلُومٌ هو الحقّ الذي ألزموه أنفسهم فيأموالهم و يرون أنفسهم مسئولين عنه «1».و جاء نظير هذا المعنى في سورة المعارجالآيتين 24 و 25 إذ يقول سبحانه:وَ الَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّمَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَ الْمَحْرُومِ.و مع ملاحظة أنّ حكم وجوب الزكاة نزل فيالمدينة و آيات هذه السورة جميعها مكيّة،فيتأيّد الرأي الأخير.