امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
صحيح أنّ الاستفادة من مواهب الحياةمشروطة بالجدّ و السعي و المثابرة و أنّالكسل و الخنوع مدعاة للتأخّر و الحرمانمن الحياة .. إلّا أنّه من الخطأ البيّن أننتصوّر أنّ رزق الإنسان يزداد بالحرص والولع و الأعمال الكثيرة و أنّ رزقه يقلّبالتعفّف و التجلّد و ما إلى ذلك.و نلاحظ في الأحاديث الإسلامية تعابيرطريفة في هذا المجال:ففي حديث عن النّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم أنّه قال: «إنّ الرزق لا يجرّه حرصحريص و لا يصرفه كره كاره» «1».و في حديث آخر عن الصادق عليه السّلام جواباعلى بعض أصحابه و قد طلب منه أن يعظه وينصحه فقال عليه السّلام «... و إن كانالرزق مقسوما فالحرص لماذا» «2»؟!و الهدف من بيان هذه الأحاديث ليس هوالوقوف بوجه الجدّ و السعي بل هو تنبيهالحريصين أن يلتفتوا إلى أنّ رزقهم مقدّرليرتدعوا عن حرصهم!.و هنا لطيفة جديرة بالالتفات و هي أنّالرّوايات الإسلامية ذكرت أمورا كثيرةعلى أنّها مدعاة للرزق أو مانعة له، و كلّمنها مهمّ في نفسه! نقرأعن الإمام الصادق عليه السّلام أنّه قال:«و الذي بعث جدّي بالحقّ نبيّا انّ اللّهتبارك و تعالى يرزق العبد على قدر المروءةو أنّ المعونة تنزل على قدر شدّة البلاء»«3».و عنه عليه السّلام أنّه قال: «كفّ الأذى وقلّة الصخب يزيدان في الرزق» «4».كما
نقل عن نبي الإسلام صلّى الله عليه وآلهوسلّم أنّه قال: «التوحيد نصف الدين واستنزل الرّزق بالصدقة» «5».و هناك امور أخر ذكرت على أنّها مدعاةلزيادة للرزق كتنظيف نواحي البيت و غسلالأواني و تنظيفها.