امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل - جلد 17

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فمن جهة .. يعدّ إعطاء هذا الولد لإبراهيمو زوجه و هما في مرحلة الكبر و اليأس منالإنجاب تأكيدا على كون الأرزاق مقدّرةكما أشير إلى ذلك في الآيات المتقدّمة.

و من جهة اخرى يعدّ دليلا آخر على قدرةالحقّ و آية من آيات معرفة اللّه التي وردالبحث عنها في الآيات آنفا.

و من جهة ثالثة يعدّ بشرى للأمم المؤمنةبأنّها في رعاية الحقّ- كما أنّ الآياتالتالية تتحدّث عن عذاب قوم لوط و هي فيالوقت ذاته تهديد للمجرمين.

ففي البدء يوجّه اللّه سبحانه الخطابلنبيّه فيقول: هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِإِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ «1».

و التعبير بـ «المكرمين» إمّا لأنّ هؤلاءالملائكة كانوا مأمورين من قبل الحقّ، وقد ورد التعبير عنهم في الآية (26) من سورةالأنبياء أيضا بمثل هذا- بَلْ عِبادٌمُكْرَمُونَ أو لأنّ إبراهيم عليهالسّلام أكرمهم، أو للوجهين معا.

ثمّ يبيّن القرآن حالهم فيقول: إِذْدَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَسَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ «2».

قال بعضهم: جملة أنّهم «قوم منكرون» لميصرّح بها إبراهيم، بل حدّث بها نفسه لأنّهذا الكلام لا ينسجم مع وافر الاحترامللضيف الكرام.

إلّا أنّه كما هو المعتاد قد يقول المضيّفللضيف في حال الاحترام و الترحيب:

«لا أدري أين التقيت بك من قبل- أو يبدوانّك غريب ..»

1- «الضيف» له معنى وصفي، و يطلق علىالمفرد كما يطلق على الجمع أيضا .. و لذلكفقد وصف بالمكرمين، و ما قاله بعضهم إنّهمصدر و لا يثنّى و لا يجمع فلا يبدو صحيحا.و لكن كما يقول الزمخشري في الكشّاف حيثإنّه كان في الأصل مصدرا و بعد أن أصبح ذامعنى وصفي فإنّه استعمل في المفرد و الجمعمعا، فلاحظوا بدقّة.

2- سلاما منصوب بفعل محذوف و تقديره: نسلّمعليكم سلاما: أمّا سلام فهو مبتدا و خبرهمحذوف و أصله عليكم سلام أو سلام عليكمفكأنّ إبراهيم أراد أن يحيّهم بأحسن منتحيّتهم، لأنّ الجملة الاسمية تدلّ علىالثبات و الدوام تفسير الكشّاف، ج 4، ص 401.

/ 500