امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
فبناء على هذا يمكن التمسّك بظاهر الآية وأنّ إبراهيم قال هذا الكلام صراحة و إن كانالاحتمال الأوّل غير بعيد. خاصّة أنّ«الضيف» لم يردّوا على هذا الكلام، و لوكان إبراهيم قال مثل هذا الكلام صراحة،فلا بدّ أن يجيبوه.و على كلّ حال فإنّ إبراهيم أدّى ما عليهمن حقّ الضيافة فَراغَ إِلى أَهْلِهِفَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ.و الفعل «راغ» كما يقول الراغب في مفرداتهمشتقّ من «روغ»- على وزن «شوق»- و معناهالتحرّك مقرونا بخطّه خفيّة، لأنّإبراهيم فعل «كذلك» و قام بذلك خفاء لئلّايلتفت الضيف فلا يقبلوا بضيافته التيتستلزم نفقة كثيرة! إلّا أنّه لم هيّأإبراهيم طعاما كثيرا؟ مع أنّ ضيفه كانواكما يقول بعض المفسّرين «ثلاثة» و قالبعضهم: كانوا اثني عشر- و هذا أقصى ما قالهبعض المفسّرين «1»-.فذلك لأنّ الكرماء لا يهيّؤون الطعامبمقدار الضيف فحسب، بل يهيّؤون طعامايستوعب حتّى العمّال ليشاركوهم في الأكل،و ربّما أخذوا بنظر الإعتبار حتّى الجار والأقارب فعلى هذا لا يعدّ مثل هذا الطعامالذي هيّأه إبراهيم إسرافا، و يلاحظ هذاالمعنى في يومنا هذا عند بعض العشائر التيتعيش على طريقتها القديمة.و «العجل» على وزن «طفل» معناه ولد البقر«و ما يراه بعضهم أنّه الخروف فلا ينسجم معمتون اللغة»! .. و هذه الكلمة مأخوذة فيالأصل من العجلة، لأنّ هذا الحيوان في هذهالسنّ و في هذه المرحلة يتحرّك حركة عجلى،و حين يكبر تزول عنه هذه الصفة تماما.و «السمين» معناه المكتنز لحمه، و انتخابمثل هذا العجل إنّما هو لإكرام الضيف وليسع المتعلّقين و الأكلة الآخرين!