امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
من شكّ أنّ المرأة التي يأتي ذكرها فيالآيات التالية هي سارة زوج إبراهيم وولدها هذا هو إسحاق! فَأَقْبَلَتِامْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْوَجْهَها وَ قالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ ونقرأ في الآية (72) من سورة هود قوله تعالى:قالَتْ يا وَيْلَتى أَ أَلِدُ وَ أَنَاعَجُوزٌ وَ هذا بَعْلِي شَيْخاً!؟فبناء على هذا فصراخها كان صراخ تعجّبمقرون بالسرور، و كلمة «صرّة» مشتقّة منالصرّ على وزن الشرّ، و معناه في الأصلالشدّ و الارتباط، كما يطلق على الصوتالعالي و الصراخ و الجماعة المتراكمةلأنّها ذات شدّة و ارتباط.و يطلق على الريح الباردة «صرصر» لأنّهاتصرّ الإنسان و «الصرورة» كلمة تطلق علىمن لم يحجّ رجلا كان أو امرأة! كما تطلق علىمن لم يرغب في الزواج [منهما] لأنّ في ذلكنوعا من الامتناع أو الارتباط، و الصرّةفي الآية محلّ البحث معناها هو الصوتالعالي الشديد.أمّا «صكّت» فمشتقّة من مادّة صكّ على وزنشكّ- و معناها الضرب الشديد أو الضرب، والمراد منها هنا هو أنّ امرأة إبراهيم حينسمعت بالبشرى ضربت بيدها على وجهها- كعادةسائر النساء- تعجّبا و حياء! و طبقا لمايقول بعض المفسّرين و ما ورد في سفرالتكوين فإنّ امرأة إبراهيم كانت آنئذ فيسنّ التسعين و إبراهيم نفسه كان في سنّالمائة عاما .. أو أكثر.إلّا أنّ الآية التالية تنقل جوابالملائكة لها فتقول: قالُوا كَذلِكَ قالَرَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُالْعَلِيمُ.فبالرغم من كونك امرأة عجوزا و بعلك مثلكشيخا إلّا أنّ أمر اللّه إذا صدر في شيءما فلا بدّ أن يتحقّق دون أدنى شكّ!.حتّى خلق العالم الكبير كعالمنا هذاإنّما هو عليه سهل إذ تمّ بقوله: كن فكان! والتعبير بـ «الحكيم» و «العليم» إشارة إلىأنّه لا يحتاج إلى الإخبار بكونك