أذقه حر الحديد»(1).
وكان موقفه (عليه السلام) صلباً أمام هذهالطائفة الخطيرة على الاسلام، وما كانليستريح طرفة عين حتى أحبط مؤامرتها وماضمّته من الحقد اليهودي ودسائسهالتأريخية على الاسلام، ولو كان قد تراخىوفتر عنها لحظة لكانت تقصم ظهر التشيع.
ونلمس في الروايتين التاليتين حرقةالامام وألمه الشديد ومخافته من تأثير هذهالدعوة الضالّة على الاُمّة وشعارهاالمزيّف بحبّها لأهل البيت (عليهمالسلام)، فعن عنبسة بن مصعب قال: قال لي أبوعبدالله (عليه السلام): «أي شيء سمعت من أبيالخطاب؟» قلت: سمعته يقول: انك وضعت يدكعلى صدره وقلت له: عه ولا تنس. وأنت تعلمالغيب. وأنك قلت هو عيبة علمنا وموضع سرّناأمين على أحيائنا وأمواتنا.
فقال الإمام الصادق: «لا والله ما مسّ شيءمن جسدي جسده، وأما قوله أني قلت: إني اعلمالغيب فوالله الذي لا إله إلا هو ما أعلمالغيب(2) ولا آجرني الله في أمواتي ولا باركلي في أحبّائي إن كنت قلت له! وأمّا قولهإني قلت: هو عيبة علمنا وموضع سرّنا وأمينعلى أحيائنا وأمواتنا فلا آجرني الله فيأمواتي ولا بارك لي في أحيائي إن كنت قلتله من هذا شيئاً من هذا قط»(3).
وقال الإمام (عليه السلام) لمرازم: «قلللغالية توبوا الى الله فإنكم فسّاقكفّارمشركون».
(1) اختيار معرفة الرجل: 290 ح 509 وعنه فيعوالم العلوم والمعارف: 20/2 ح1.
(2) والإمام (عليه السلام) هنا في مقام نفيالعلم بالغيب الاستقلالي الذي يدّعيهالغلاة، لا العلم بالغيب الممنوح للنبي(صلّى الله عليه وآله) ولهم منه سبحانه.
(3) اختيار معرفة الرجال للكشي: 292 ح 515 وعنهفي الإمام الصادق والمذاهب الأربعة: 2 / 375.