تأسيس كيان سياسيٍّ يتولّى إدارة شؤونالاُمة على أساس الرسالة الربّانيةللبشرية، ويتطلّب التنفيذ قيادةً حكيمةً،وشجاعةً فائقةً، وصموداً كبيراً، ومعرفةًتامةً بالنفوس وطبقات المجتمع والتياراتالفكرية والسياسية والاجتماعية وقوانينالإدارة والتربية وسنن الحياة، ونلخّصهابالكفاءة العلمية لإدارة دولة عالميةدينية، هذا فضلاً عن العصمة التي تعبّر عنالكفاءة النفسية التي تصون القيادةالدينية من كلّ سلوك منحرف أو عمل خاطىًبإمكانه أن يؤثّر على القيادة وانقيادالاُمة تأثيراً سلبياً يتنافى مع أهدافالرسالة وأغراضها.
وقد سلك الأنبياء وأوصياؤهم المصطفونطريق الهداية الدامي، وسبيل التربيةالشاقّ، وتحمّلوا في سبيل أداء المهامّالرسالية كلّ صعب، وقدّموا في سبيل تحقيقأهداف الرسالات الإلهية كلّ ما يمكن أنيقدّمه الإنسان المتفاني في مبدئهوعقيدته، ولم يتراجعوا لحظة، ولميتلكّأوا طرفة عين.
وقد توّج الله جهودهم وجهادهم المستمرّعلى مدى العصور برسالة خاتم الأنبياء محمدبن عبدالله (صلّى الله عليه وآله) وحمّلهالأمانة ومسؤولية الهداية بجميع مراتبها،طالباً منه تحقيق أهدافها، وقد خطا الرسولالأعظم (صلّى الله عليه وآله) في هذاالطريق الوعر خطوات مدهشة، ولكنّه لم يكنليجتاز السنن الإلهية التي أبى الله أنيُجري الاُمور إلاّ بها ومن خلالها، ومنهنا فقد حقّق الرسول الخاتم (صلّى اللهعليه وآله) في أقصر فترة زمنية أكبر نتاجممكن في حساب الدعوات التغييريةوالرسالات الثورية، وكانت حصيلة جهادهوكدحه ليل نهار خلال عقدين من الزمن مايلي:
1 ـ تقديم رسالة كاملة للبشرية تحتوي علىعناصر الديمومة والبقاء.