الإصلاح.
ففي نظر الإمام (عليه السلام) لا يجوز تركهوإهماله إلاّ بعد اليأس من إصلاحه وازالةالشك من ذهنه.
البعد الثالث: وكان يحرص على شدّ أواصرالمجتمع الإسلامي وإشاعة الفضيلة بينالناس ليقضي على العداوة والبغضاء، فكان(عليه السلام) يدفع الى بعض أصحابه من مالهليصلح بين المتخاصمين على شيء من حطامالدنيا من أجل القضاء على المقاطعةوالهجران لئلاّ يدفعهم التخاصم الىالترافع لحكّام الجور والذي كان قد نهى(عليه السلام) عنه.
قال سعيد بن بيان: مرّ بنا المفضّل بن عمروأنا وختني نتشاجر في ميراث، فوقف عليناساعة ثم قال لنا: تعالوا الى المنزل،فأتيناه فأصلح بيننا بأربعمائة درهمفدفعها إلينا من عنده حتّى اذا استوثق كلواحد منّا من صاحبه قال المفضّل: أما إنهاليست من مالي، ولكنّ أبا عبدالله (عليهالسلام) أمرني إذا تنازع رجلان من أصحابنافي شيء أن اُصلح بينهما وأفتديهما منماله، فهذا من مال أبي عبدالله (عليهالسلام) (1).
وهذا الاُسلوب يأتي كخطوة عمليّة ترفدذاك التوجيه الذي تضمّن حرمة الترافع إلىحكّام الجور.
وكان (عليه السلام) يحثّهم على صلة الرحم.ومن حسن سيرته ومكارم أخلاقه أنّه كان يصلمن قطعه ويعفو عمّن أساء اليه، كما ورد أنهوقع بينه وبين عبدالله بن الحسن كلام،فأغلظ عبدالله في القول ثم افترقا وذهباالى المسجد فالتقيا على الباب فقال الصادق(عليه السلام) لعبد الله بن الحسن: كيفأمسيت يا أبا
(1) اُصول الكافي: 2 / 209.