تدوين الحديث هو الحفاظ على القرآنوسلامته من التحريف.
بينما كان الهدف البعيد من منع تدوينالحديث هو تغييب الحديث النبوي الذي كانيؤكّد ربط الاُمّة بأهل البيت (عليهمالسلام) فاستهدف الحكّام صرف الناس عن أهلالبيت (عليهم السلام); لأنّ الحديث حين كانيؤكّد الارتباط بهم كان يحول بينهم وبينالانسياق وراء كلّ ناعق سياسي أو حاكمجائر.
يقول الإمام الصادق (عليه السلام): «... أماوالله إنّ عندنا ما لا نحتاج الى أحدوالناس يحتاجون الينا. إن عندنا الكتاببإملاء رسول الله (صلّى الله عليه وآله)،وخطّه علي بيده صحيفة طولها سبعون ذراعاًفيها كل حلال وحرام»(1).
وجاء عنه (عليه السلام) أنه قال: «علمناغابر، ومزبور ونكت في القلوب ونقر فيالاسماع وإن عندنا الجفر الاحمر، والجفرالابيض، ومصحف فاطمة (عليها السلام) وانعندنا الجامعة فيها جميع ما يحتاج الناساليه»(2).
9 ـ وتميزت أيضاً مدرسة الإمام (عليهالسلام) بالاهتمام بالتدوين بشكل عام بلومدارسة العلم لإنمائه وإثرائه.
فكان (عليه السلام) يأمر طلاّبه بالكتابةويؤكد لهم ضرورة التدوين والكتابة كما تجدذلك في قوله (عليه السلام): «إحتفظوابكتبكم فإنكم سوف تحتاجون اليها»(3).
وكان يشيّد بنشاط زرارة الحديثي إذ كانيقول: «رحم الله زرارة بن أعين لولا زرارةلاندرست أحاديث أبي».
(1) بصائر الدرجات: 149.
(2) الارشاد: 2/186 وعنه في مناقب آل أبي طالب:4/396، والاحتجاج: 2/134، وبحار الأنوار: 47/26وزادوا فيه: فسئل عن تفسير هذا الكلامفقال: أما الغابر فالعلم بما يكون.
(3) الكافي: 1 / 52.