جمع القوت وإعداده فإنك ترى الجماعة منهااذا نقلت الحبّ الى زبيتها(1) بمنزلة جماعةمن الناس ينقلون الطعام أو غيره، بل للنملفي ذلك من الجد والتشمير ما ليس للناسمثله. أما تراهم يتعاونون على النقل كمايتعاون الناس على العمل، ثم يعمدون الىالحب فيقطعونه لكيلا ينبت فيفسد عليهم(2)فإن أصابه ندى أخرجوه فنشروه حتى يجف ثم لايتخذ النمل الزبية إلاّ في نشر من الارضكيلا يفيض السيل فيغرقها، وكل هذا منه بلاعقل، ولا روّية بل خلقة خلق عليها لمصلحةمن الله عزّوجلّ(3).
وتكلم الإمام أيضاً في كل من علوم:النبات، والفلك، والكيمياء، والفيزياءوالعلاجات النباتية(4) كما تكلّم فيالفلسفة والكلام ومباحث الإمامة والسياسةوالمعرفة والفقه واُصوله والحديثوالتفسير والتأريخ.
وتخصص من طلاّب الإمام (عليه السلام) فيمباحث الكلام كلٌّ من: هشام بن الحكم،وهشام بن سالم، ومؤمن الطاق، ومحمد بنعبدالله الطيّار، وقيس الماهر وغيرهم.
وتخصّص في الفقه واُصوله وتفسير القرآنالكريم: زرارة بن أعين، ومحمد بن مسلم،وجميل بن درّاج، وبريد بن معاوية، واسحاقبن عمّار وعبدالله الحلبي، وأبو بصير،وأبان بن تغلب، والفضيل بن يسار، وأبوحنيفة، ومالك بن أنس، ومحمد بن الحسنالشيباني، وسفيان بن عيينه، ويحيى بنسعيد، وسفيان الثوري.
(1) الزبية ـ بضم فسكون ـ الزابية لا يعلوهاماء، جمعها زبى.
(2) اذا خشي النمل من الحبة المدخرة أن تنبتفي الارض فلقتها نصفين، وقد تفلق بعضالحبوب كحب الكزبرة الى اربعة أقسام لأننصف الكزبرة أيضاً بنبت.
(3) التوحيد للمفضل: 66، وبحار الأنوار: 3/ 61 و62 / 102.
(4) راجع حياة الإمام الصادق للشيخ باقرشريف القرشي: 2/289 وما بعدها.