التي تعتمدها الفرق الضالّة من خلالمطارحاتهم ومناقشاتهم مع أقطاب تلك الفرقكالزنادقة والمجبّرة والمرجئة وغيرها.
وامتاز أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)عن غيرهم بالمواقف الشجاعة والتمسكبالمثل والقيم العليا وعدم المداهنة وعدمالركون لإغراءات السلاطين، وتحمّلواجرّاء التزامهم بالقيم المُثلى شتّىألوان القمع والاضطهاد وكان لمواقفهمالشجاعة الأثر الكبير في ثبات ومقاومةالمجتمع الإسلامي أمام موجات الانحراف.
لقد كان الإمام الصادق (عليه السلام) يطلبمن شيعته أن يكون كلٌّ منهم القدوة والمثلالأعلى في الوسط الذي يعيش فيه، فقد روي عنزيد الشحّام أ نّه قال: قال لي أبو عبدالله(عليه السلام): «إقرأ على من ترى أ نّهيطيعني منهم ويأخذ بقولي السلام،واُوصيكم بتقوى الله عزّوجلّ والورع فيدينكم، والاجتهاد لله وصدق الحديث، وأداءالأمانة، وطول السجود، وحسن الجوار،فبهذا جاء محمد (صلّى الله عليه وآله)وأدّوا الأمانة إلى من ائتمنكم عليهابرَّاً أو فاجراً، فإنّ رسول الله (صلّىالله عليه وآله) كان يأمر بأداء الخيطوالمخيط، صِلوا عشائركم واشهدوا جنائزهموعودوا مرضاهم وأدّوا حقوقهم فإنّ الرجلمنكم إذا ورع في دينه وصدق الحديث وأدّىالأمانة وحَسن خُلقه مع الناس، قيل: هذاجعفريّ»(1).
وكان الإمام (عليه السلام) يأمر شيعتهبالاهتمام بوحدة الصف الاسلامي والانفتاحعلى المذاهب الاُخرى وترسيخ روح التعايشوالمحبّة وتأكيد التماسك بين الجماعاتالإسلامية فنجده يحرّضهم على التضامنوالتكافل والوفاء بالعهود مع باقيالمسلمين، قال (عليه السلام): «عليكمبالصلاة في المساجد وحسن الجوار للناسوإقامة الشهادة وحضور الجنائز، إنّه لابدّ لكم من الناس، إنّ أحداً لا
(1) وسائل الشيعة: 12/5 ح2 عن اُصول الكافي: 2/464ح5.