ومن هنا كانت القيادة السياسية التيتولّت الحكم بعد الرسول (صلّى الله عليهوآله) مباشرة لا تحمل الصفة الشرعيّةبالرغم من نزول المسلمين عند إرادتها وعدممواجهتها بالعنف، فضلاً عن الحكّامالامويين والعباسيين الذين عاصرهم الإمامالصادق (عليه السلام) حيث مارسوا شتى الطرقلإبعاد الإمام (عليه السلام) وآبائهالكرام عن هذا الموقع الريادي.
والإمام (عليه السلام) كان يرى ضرورةالعمل من أجل إيجاد الكيان الإسلاميالصحيح والمطلوب وذلك من خلال وجودالمجتمع الاسلامي الصالح الذي يؤمنبالقيادة الشرعية الحقيقية المتمثّلة فيالأئمة من أهل البيت (عليهم السلام).
وهكذا كان الإمام (عليه السلام) يلفتالنظر الى ضرورة وجود هذه القاعدة الصالحةحين كان يجيب على التساؤلات التي كانتتدور في نفوس أصحابه كجوابه لسدير الصيرفيحيث جاء فيه بأنّ المطالبة بالحكم وإعلانالثورة المسلحة يعتمد الجماعة الصالحةالتي تطيع وتضحّي وتتحمل مسؤولية التغييروتكون لها القدرة على التصدّي لكل عواملالانحراف.
وهكذا تبدو أهمية السعي لتكوين وترشيدحركة الجماعة الصالحة في هذه المرحلة منحياة الإمام (عليه السلام) وتوسيع رقعتهافي أرجاء العالم الإسلامي.
وسوف ندرس هذا التكوين وتكامل البناء منثلاثة جوانب، هي:
أ ـ البناء الجهادي.
ب ـ البناء الروحي.
ج ـ البناء الاجتماعي.