مسلم»(1).
وقال (عليه السلام): «من سرّه أن يكون علىموائد النور يوم القيامة فليكن من زوّارالحسين بن علي (عليه السلام)»(2).
وقال عبد الله بن سنان: دخلت على سيدي أبيعبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) فييوم عاشوراء فلقيته كاسف اللون ظاهر الحزنودموعه تنحدر من عينيه كاللؤلؤ المتساقطفقلت: يا بن رسول الله، مِمَّ بكاؤك؟ لاأبكى الله عينيك. فقال لي: أوَ في غفلة أنت؟أما علمت أنّ الحسين بن علي (عليه السلام)اُصيب في مثل هذا اليوم؟
قلت: يا سيدي فما قولك في صومه؟ فقال لي:صمه من غير تبييت وافطره من غير تشميت، ولاتجعله يوم صوم كملا وليكن إفطارك بعد صلاةالعصر بساعة على شربة من ماء فإنّه في مثلذلك الوقت من ذلك اليوم تجلّت الهيجاء عنآل رسول الله (صلّى الله عليه وآله)وانكشفت الملحمة عنهم وفي الأرض منهمثلاثون صريعاً في مواليهم يعزّ على رسولالله (صلّى الله عليه وآله) مصرعهم، ولوكان في الدنيا يومئذ حيّاً لكان صلواتالله عليه وآله هو المعزّى بهم.
يا عبد الله بن سنان إنّ أفضل ما تأتي بهفي هذا اليوم أن تعمد إلى ثياب طاهرةفتلبسها وتتسلّب. قلت: وما التسلّب؟ قال(عليه السلام): تحلل أزرارك ونكشف عنذراعيك كهيئة أصحاب المصايب. ثم تخرج إلىأرض مقفرة أو مكان لايراك به أحد أو تعمدإلى منزل لك خال، أو في خلوة منذ حين يرتفعالنهار، فتصلّي أربع ركعات تحسن ركوعهاوسجودها وتسلّم بين كلّ ركعتين تقرأ فيالركعة الاُولى سورة الحمد و(قل يا ايها
(1) كتاب المزار للشيخ المفيد: 37.
(2) كامل الزيارات لابن قولويه باب: 43 / 121.