فبكى وأبكى واحداً كتبت له الجنّة»(1).
وكان يؤكد إحياء الذكرى كما نلاحظ ذلك فىقوله (عليه السلام) لفضيل: «يا فضيل تجلسونوتتحدّثون؟ قلت: نعم سيدي قال: «يا فضيلهذه المجالس اُحبّها، أحْيُوا أمرنا. رحمالله أمرءاً أحيا أمرنا»(2).
3 ـ البكاء: ومن الأساليب التي اتّخذهاالإمام الصادق (عليه السلام) لتركيز الخطالثوري وتأجيج روح الجهاد في نفوس خاصتهوشيعته هي تعميق وتعميم ظاهرة البكاء علىالإمام الحسين (عليه السلام) لأن البكاءيساهم في الربط العاطفي مع صاحب الثورةوأهدافه ويهيّء الذهن والنفس لتبني أفكارالثورة ويمنح الفرد المسلم الحرارةالعاطفية التي تدفع بالفكرة نحو الممارسةوالتطبيق ورفض الظلم واستمرار روحالمواجهة والحصول على روح الاستشهاد.
كما يشكّل البكاء وسيلة إعلامية سياسيّةهادئة وسلميّة عبّر بها الشيعي عن المآسيوالمظالم التي انتابته وحلّت بأئمته ولاسيّما إذا كانت الظروف لا تسمح بالأنشطةالاُخرى.
ولا يعبّر هذا البكاء عن حالة من الانهياروالضعف والاستسلام لإرادة الظالمين، كمالا تشكّل إحياء هذه الذكرى والبكاء فيهاوسيلة للتهرّب من الذنوب والحصول على صكوكالغفران كما يحلو للبعض أن يقول: إن الحسينقد قدّم دمه الطاهر لأجل براءة الشيعة منالنار وإعفائهم من تبعات الآثام والخطاياالتي يرتكبونها تشبهاً بالنصارى الذينأباحوا لأنفسهم اقتراف الخطايا; لأنّالمسيح (عليه السلام) كما يزعمون قد تكفّلبصلبه محو
(1) كامل الزيارات لابن قولويه: باب 33 / 104.
(2) واقعة الطف لبحرالعلوم: 52.