ثم قال (عليه السلام): «المؤمن أعز منالجبل، والجبل يستقل منه بالمعاول،والمؤمن لا يستقلّ من دينه بشيء»(1).
3 ـ كما بيّن الإمام (عليه السلام) أن القلبالخالي من مخافة الله ـ التي هي معيارالكمال والقوّة لقلب المؤمن ـ ليس بشيءفالقلب المملوء خوفاً من الله الكبيرالمتعال تتصاغر عنده سائر القوى مثل قوّةالسلطان وقوّة المال وكل قوّة بشرية،والقلب الذي لا يستشعر الرقابة الالهيةويتغافل عن هيمنتها يكون ضعيفاً وساقطاًمهما بدا قوياً وعظيماً. إنّ هذا النمط منالعلاقة السلبية مع الله يؤدي إلى اهتزازالذات وقلقها وهزيمتها أمام التحدياتالصادرة من تلك القوى المخلوقة الضعيفةأمام قدرة الله وعظمته وجبروته.
عن الهيثم بن واقد قال سمعت أبا عبدالله(عليه السلام) يقول: «من خاف الله أخاف اللهمنه كل شيء ومن لم يخف الله أخافه الله منكلّ شيء»(2).
4 ـ ومن جملة تنبيهاته للشيعة أنّه قد حذرمن الثرثرة في الكلام وأمرهم بضبط اللسانوأشار إلى خطورة الكلام وما يترتب عليه منآثار سيئة وآثام تضرّ بالايمان. كما حذّرأيضاً من الاستجابة لهوى النفس قائلا: «إنكان الشؤم في شيء فهو في اللسان، فاخزنواالسنتكم كما تخزنون أموالكم واحذرواأهواءكم كما تحذرون أعداءكم فليس أقتلللرجال من اتّباع الهوى وحصائدالسنتهم»(3).
5 ـ كما لفت الإمام أنظار شيعته الى أن لايتجاهل أحدهم الإشاعات التي يطلقهاالخصوم ضد أصحابه فقد تكون مصيبة وصحيحةولتكن مدّعاة
(1) تهذيب الأحكام: 6 / 179.
(2) الكافي: 2 / 68.
(3) وسائل الشيعة: 8 / 534.