المستوى الخاص الذي يحضى برعاية الإمامفحسب أو في دوائر محدودة، بل أصبح له وجودفي مختلف البلاد الاسلامية وتألّق الإمامالصادق (عليه السلام) ودخل صيته في كل بيتحتى اصبح مرجعاً روحياً تهوى اليه القلوبمن كل مكان وتلوذ به لحل مشكلاتها الفكريةوالعقائدية والسياسية.
ولم يكن هذا الامتداد منحصراً بين عمومالناس وسوادها بل كان الإمام (عليه السلام)مرجعاً لعلمائها وموئلاً لساستها، فهذاسفيان الثوري يقول: دخلت على الإمامالصادق (عليه السلام) فقلت له: أوصني بوصيةأحفظها من بعدك. قال: «وتحفظ يا سفيان؟ قلت:أجل يابن رسول الله. قال: يا سفيان لا مروّةلكذوب ولا راحة لحسود ولا إخاء لملول ولاخلّة لمختال ولا سؤدد لسيّء الخلق»(1).
ودخل عليه مرة اُخرى يطلب منه المزيد منالتعاليم فقال (عليه السلام): «يا سفيانالوقوف عند كل شبهة خير من الاقتحام فيالهلكة، وترك حديث لم تروه أفضل من روايتكحديثاً لم تحصه، إن على كل حقّ حقيقة وعلىكلّ صواب نوراً. ما وافق كتاب الله فخذوهوما خالفه فدعوه»(2). وكانت لسفيان الثوريلقاءات اُخرى مع الإمام (عليه السلام) بلكانت علاقته به علاقة التلميذ باستاذه.
وكان من جملة العلماء الذين يدخلون علىالإمام للاستفادة منه حفص ابن غياث وهوأحد أعلام عصره وأحد المحدثين في وقتهفكان يطلب من الإمام (عليه السلام) أنيرشده ويوصيه. فقال له الإمام (عليهالسلام): «إن قدرتم أن لا تعرفوا فافعلوا،وما عليك ان لم يثن الناس عليك ـ الى أن قالـ: إن قدرت أن لا تخرج من بيتك
(1) بحار الأنوار: 78/261.
(2) اُصول الكافي: 1/69 ح1 وتاريخ اليعقوبي:2/381 وعن الكافي في بحار الأنوار: 2/165والإمام الصادق والمذاهب الأربعة: 2/322.